قال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إن قضية اليمن لا يمكن حلها عسكريا، وإنما بالحوار السياسي بين الأطراف المعنية.
وذكر حمدوك أن الوجود العسكري السوداني في موضوع اليمن محصور جدا ولا يتعدى 25 ألف جندي ومشاركة السودان العسكرية هي إحدى المواريث التي خلفها النظام السابق.
وعبر حمدوك عن اعتقاده بأن ما يحدث في اليمن لا يمكن أن يحل عسكريا، وأن هذه المشاركة تضاءلت وأنه لا يشك في عودة الجنود السودانيين إلى بلادهم، وذلك بحسب صحيفة "الانتباهة" السودانية.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، قد تطرق، الشهر الماضي، إلى مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، ضمن التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وقال البرهان، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، إن القوات السودانية موجودة في اليمن بطلب من الحكومة الشرعية، وأنه ليست لدى بلاده قوات تقوم بمهام قتالية هناك، بل هي موجودة للحماية فقط.
وشدد البرهان على أن "القوات السودانية باقية في اليمن حتى يتحقق الهدف الذي شاركت من أجله لإعادة الشرعية، التي تحولت إلى إعادة الأمل".
ويشارك السودان في حرب اليمن التي يقودها التحالف، منذ مارس/ آذار 2015، ولم تعلن الخرطوم عدد قواتها المشاركة في الحرب، لكنها أعلنت استعدادها لإرسال ستة آلاف مقاتل إلى هناك.
ويأتي ذلك التصريح بعدما قالت مصادر مطلعة إن نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو حميدتي، أبلغ بسحب عشرة آلاف من القوات السودانية في اليمن، خلال اجتماع مع ممثلي مجلسي السيادي والوزراء وقوى الحرية والتغيير، بالقصر الرئاسي.
وأشارت المصادر إلى أن حميدتي، أكد أنه لن يتم إرسال قوات بديلة عنهم، قائلا: "الانسحاب التدريجي للقوات السودانية من اليمن قد بدأ فعليا"، وفقا لما نقلته صحيفة التيار أيضا.
وقال مسؤولون سودانيون بارزون لوكالة "أسوشيتد برس" إن عضو المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتفق مع السعودية على أنه لن تحل قوات محل القوات التي أعيدت من اليمن.
ورفض المسؤولون الإفصاح عن عدد القوات التي غادرت اليمن، لكنهم قالوا إن "عدة آلاف من الجنود"، معظمهم من قوات قوات الدعم السريع شبه العسكرية، عادوا إلى بلادهم خلال الشهرين الماضيين.
وأكد المسؤولون أن السودان لن يغادر التحالف الذي تقوده السعودية، لافتين إلى أن حميدتي اتفق مع السعودية على أنه لن تحل قوات أخرى محل القوات المعادة لأن القتال على الأرض قد تضاءل في الأشهر الأخيرة، فيما سيبقى "بضعة آلاف من الجنود" هناك (في اليمن) لتدريب قوات الحكومة اليمنية.
وقال المسؤولون إن القوات السودانية وصلت إلى أكثر من 40 ألف في ذروة حرب اليمن في 2016-2017.
وكانت مصادر تحدثت إلى صحيفة "آخر لحظة" الورقية، قالت إن وزارة الخارجية السودانية عممت منشورا لكل سفارات السودان في الخارج بشأن موقف السودان من حرب اليمن.
ووفقا للمصادر، فإن المنشور يقضي بتغيير موقف الحكومة بشأن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن من موقف استراتيجي إلى تكتيكي، مشيرة إلى أن الأمر تم بناء على دراسة عكف عليها دبلوماسيون، وتم رفعها لقيادة الوزارة، ومنها تم تعميمها على السفارات. واعتبرت المصادر الخطوة "تطورا مفاجئا في موقف السودان من حرب اليمن الدائرة منذ عدة سنوات".
لكن المتحدث الرسمي باسم اللجنة التنفيذية لـ"قوى الحرية والتغيير" السودانية، نفى ذلك في مقابلة مع "سبوتنيك"، واصفا الأمر بأنه محاولة للتشويش، وأن الأمور لا تسير بهذا التفكير البدائي، وفق قوله.
وبين الحين والآخر، كانت تتردد أنباء عن أن السودان سيسحب قواته من اليمن وأن علاقة البلدين متوترة، لكنّ مسؤولين سودانيين وفي مقدمتهم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، طالما شددوا على عمق العلاقات مع السعودية، وعلى ضرورة الدفاع عن أمنها، لأن "أمن الحرمين من أمن السودان".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك