سيطر تضارب واسع اليوم على التصريحات الإثيوبية بخصوص بدء ملء سد النهضة، بعدما أعلن وزير المياه والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي، عصر اليوم ، بدء الملء مرجعاً ذلك إلى أن مستوى المياه المحبوسة خلف السد بلغ منسوباً كبيراً يمكّن السد من بدء التخزين. وأكد أن صور الأقمار الصناعية لبدء عملية ملء السد صحيحة ودقيقة. لكن سرعان ما عادت وكالة "أسوشييتد برس" لتنقل عنه نفيه قوله إن الحكومة بدأت في ملء سد النهضة. وعلى عكس خطابه لهيئة الإذاعة الإثيوبية، صرح الوزير لـ"أسوشييتد برس" بأن الصور كانت تعكس الأمطار الغزيرة وتدفقها.
وبعد نفيه التصريحات؛ نشر بيكيلي -المعروف بمواقفه المتزمتة تجاه مصر- تغريدة على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" قال فيها إن "انهمار الأمطار بغزارة في الفترة الحالية والمتوقع أن يستمر، تسبب في خلق تجمع طبيعي للمياه خلف السد".
وذكر بيكيلي أنه سيتم صرف التدفقات الزائدة عن الحاجة قريبا، مشيرا إلى بلوغ ارتفاع السد حاليا 565 مترا بدلا من 525 في نفس التوقيت العام الماضي.
واستنفرت مصر والسودان عقب الأنباء الواردة من إثيوبيا عن بدء ملء السد. وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ"العربي الجديد" إن القاهرة تجري اتصالات استخباراتية ودبلوماسية بالدول ذات الصلة للوقوف على مستجدات الموقف، وإنه في حال التأكد من الخطوة الإثيوبية فمن الوارد "انسحاب مصر من المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وبالتالي وقف إجراءات الإعداد للقمة الأفريقية المصغرة". كما أشارت وسائل إعلام مصرية إلى أن القاهرة تبحث اللجوء لمجلس الأمن بعد إعلان إثيوبيا بدء تعبئة سد النهضة.
مع العلم أن مصر قد تلقّت تطمينات من الولايات المتحدة بأنه سيكون من السهل تمرير بيان رئاسي، لا بيان إعلامي، من مجلس الأمن الدولي تم تجهيزه بالفعل ضد الممارسات الإثيوبية، وطرح مشروع قرار إذا فشلت جولة المفاوضات الحالية، التي تعتبر بمثابة "الفرصة الأخيرة" قبل وصول الأمور إلى طريق مسدود تماماً، بينما يواجه هذا المشروع اعتراضات من مجموعة دول أعضاء في المجلس، دائمة وحالية، منها الصين وروسيا وبلجيكا وجنوب أفريقيا والنيجر.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها طلبت إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية حول ما تردد عن بدء ملء سد النهضة.
وعقب الإعلان عن تصريحات بيكيلي عن الملء؛ قال مصدر دبلوماسي مصري لـ"العربي الجديد" إن القاهرة تجري اتصالات استخباراتية ودبلوماسية بالدول ذات الصلة للوقوف على مستجدات الموقف، وأنه في حالة التأكد من الخطوة الإثيوبية فمن الوارد "انسحاب مصر من المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبالتالي وقف إجراءات الإعداد للقمة الأفريقية المصغرة".
من جهتها، أكدت الخرطوم اليوم الأربعاء أنها لم تتلق إخطاراً رسمياً ببدء ملء السد، فيما كشفت وزارة الري والموارد المائية السودانية، عن تراجع مستويات المياه الواردة من إثيوبيا، بما يعادل 90 مليون متر مكعب، وذلك حسب أجهزة قياس مناسيب النيل الأزرق عند محطة الديم الحدودية. وجددت الوزارة رفضها أية إجراءات أحادية الجانب يتخذها أي طرف خصوصاً مع استمرار جهود الاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للتوصل إلى توافق ما بين السودان ومصر وإثيوبيا، في النقاط الخلافية العالقة والتي يمكن الاتفاق حولها إذا توفرت الإرادة السياسية، طبقاً لما جاء في البيان. وأكدت الوزارة أن الحكومة السودانية ستتابع تلك التطورات بما يؤمن المصالح القومية السودانية.
وسبقت إعلانات بيكيلي المتضربة اليوم بشأن بدء مل السد خطوة من إثيوبيا ترمي إلى انتزاع اعتراف بحقها في الملء المبكر أحادي الجانب لسد النهضة من القمة الأفريقية المصغرة التي كان من المقرر عقدها خلال أيام لدراسة التقارير الفنية والقانونية المرفوعة من مصر وإثيوبيا والسودان، إذ أجرت أديس أبابا اتصالات بالاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وكذلك العواصم الأكثر تأثيراً على المفاوضات ومتابعة لها، مثل واشنطن وباريس وبكين، لإقناعها بضرورة الموافقة على بدء تخزين المياه فوراً في السد من دون انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات التي من المتوقع استمرارها لجولة أخرى الشهر الحالي بعد القمة المصغرة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك