إذا كنت قلقًا من أن استخدام اطفالك للاجهزة الذكية لفترة مطولة قد يؤدي إلى تراجع ذكاء طفلك، فإن بحثًا جديدًا يشير إلى أنك قد تكون على حق.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يتمتعون بذكاء وفطنة حادة قضوا أقل من ساعتين في اليوم على هواتفهم المحمولة وأجهزتهم اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، إلى جانب النوم لمدة 9 إلى 11 ساعة، وعلى الأقل ساعة من النشاط البدني.
Jeremy Walsh
لسوء الحظ، قلة قليلة من الأطفال يلبون جميع هذه الارشادات الثلاثة اليومية حسب قول رئيس فريق البحث الدكتور جيريمي والش في مستشفى الأطفال في شرق أونتاريو في كندا.
وقال الدكتور جيريمي والش: “خمسة في المائة فقط من العينة التي اجري عليها البحث كانوا يلبون جميع هذه الإرشادات الثلاثة”، وتابع أن 41 في المئة من هؤلاء يقوموا بواحدة من الإرشادات و 25 في المئة يقوموا باثنان من الارشادات، وأضاف الدكتور جيريمي والش أيضا: “هذا يعني أن 30 في المئة من العينة لم يقوموا بأي من التوجيهات الثلاثة وهو ما أعتقد أنه إحصاء مهم للغاية يجب التركيز عليه.”
تعتمد الدراسة على البيانات التي تم جمعها من أكثر من 4500 طفل من الولايات المتحدة والذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 11 سنة في الفترة ما بين سبتمبر 2016 وسبتمبر 2017 كجزء من دراسة جديدة تمولها الحكومة الفيدرالية لمدة 10 سنوات حول نمو المخ وصحة الأطفال.
استخدم الدكتور جيريمي والش وزملاؤه البيانات لمعرفة ما إذا كان الأطفال يحدّدون وقت لاستخدام الاجهزة الذكية بينما يحصلون أيضًا على قسط كافٍ من النوم والتمارين، بناءً على الإرشادات الكندية المنشورة في عام 2016.
نصف الأطفال حصلوا على النوم الموصى به من 9 إلى 11 ساعة، و 37 في المئة استخدموا الاجهزة الذكية لمدة أقل من ساعتين، و 18 في المئة قاموا بساعة أو أكثر من التمرين. في هذه الدراسة، أمضى الأطفال ما معدله 3.6 ساعة يوميًا في استخدام الاجهزة الذكية.
لم تثبت الدراسة السبب والنتيجة، ولكن كلما زادت الارشادات التي يلتزم بها الطفل ، زادت قدرته على التفكير والتحليل. هذا ما وجده الباحثون عندما قارنوا الالتزام بالارشادات ضد الأداء على تمارين الدماغ (“الإدراك”).
وقال الدكتور جيريمي والش: “بالنسبة إلى كل ارشاد إضافي يلتزم به الطفل، كان لديه إدراك أفضل بكثير مقارنة بالأولئك الذين لم يستوفوا أيًا من الإرشادات”.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين التزموا بإرشادات وقت النوم و وقت استخدام الاجهزة الذكية كان لديهم أفضل الذكاء، يليهم الأطفال الذين التزموا فقط بإرشادات وقت استخدام الاجهزة الذكية.
قد يقلل الاستخدام المطول للأجهزة الذكية كثيرًا من قدرة الأطفال على التركيز، خاصةً إذا كانوا يتنقلون بين التطبيقات على الجهاز الذكي او يستخدمون اكثر من جهاز ذكي في آن واحد، هذا ما اضافة الدكتور جيريمي والش.
و تحدث الدكتور جيريمي والش قائلا: “إحدى الافتراضات الرئيسية هي أن الكثير من الوقت في استخدام الاجهزة الذكية يستهلك العديد من المهام لدى الطفل ، خاصة عند استخدام تطبيقات أو أجهزة متعددة في آن واحد”،و اضاف ايضا: “يمكن أن يتداخل ذلك مع قدرة الطفل على التركيز والحفاظ على الاهتمام بالمهمة، وهذا يمكن أن يضعف من اللبنات الأساسية للإدراك الجيد”.
كما أن النوم مهم جدا لتطوير الدماغ، حيث إن الدماغ يعيد تنظيم نفسه وينمو، حسبما أضاف الدكتور جيريمي والش. وقد تبين أن ممارسة التمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى المخ والأكسجين في أنسجة المخ، وتزيد من اتصال الشبكات في الدماغ.
قد يؤدي قضاء الكثير من الوقت في استخدام الاجهزة الذكية إلى تأثير “تراكمي” حيث لا يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم ثم يكونون أقل نشاطًا خلال اليوم.
وقال الدكتور جيريمي والش: “يمكنك أن ترى كيف سيكون لهذه التأثيرات مجتمعة تأثيرها على صحة الدماغ”.
ووفقًا للدكتورة شونا نيومان، وهي طبيبة نفسية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك، فإن الدراسة “توضح بوضوح الفائدة الخاصة لممارسة الرياضة للأطفال، بالإضافة إلى عادات النوم الكافي و الجيد والحد من وقت استخدام الاجهزة الذكية التي تساهم بشكل إيجابي في تطوير الإدراك المعرفي”.
ماذا يجب أن يفعل الوالدان؟
نصح الدكتور جيريمي والش بتحديد قوانين صارمة متعلقة باستخدام الاجهزة الذكية، بما في ذلك مدة استخدام الأطفال لها، وأنواع التطبيقات التي يستخدمونها وعدد الاجهزة الذكية التي يستخدمونها في آنٍ واحد.
يجب على أولياء الأمور أيضًا معاينة الألعاب أو التطبيقات قبل السماح لطفلهم باللعب بها واستخدامها، والبحث عن المزيد من الخيارات التفاعلية التي تشغل ذهن الطفل، واستخدام تطبيقات الرقابة التي تمنع أو تصفي المحتوى وتحد من وقت استخدام الاجهزة الذكية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك