لا شك في أن الحوثيون يجيدون لعبة إستغلال الفرص وتحركاتهم المدروسة التي يتميزون بها وبالتالي أعطتهم مكاسب سياسية وميدانية كبيرة .
اليوم الحوثيون على أبوب صنعاء بأسلحتهم وفي شوارع العاصمة صنعاء بخيامهم دخلوا العاصمة صنعاء بمطالب هي في الأساس مطلب أي مواطن يمني .
ما ينادي به الحوثي أمام المواطن المسكين البسيط هو إسقاط الجرعة مع إسقاط الحكومة ، لكن من يتتبع مراحل الحروب التي خاضها الحوثيون ابتداء من صعدة حتى أبوب صنعاء يلاحظ أن العمل الظاهر في حروبهم هو من أجل مصلحة المواطن ، لكن سرعان ما تنتهي تلك الحروب فتظهر النوايا الحقيقه للحوثيين وما عمران علينا ببعيد .
الحوثيون مدعوون اليوم من كافة القوى السياسية والوطنية المشاركة في حكومة وحده وطنيه يكون الحوثيون أحد أبرز ممثليها كي يتم إصلاح الأوضاع الإقتصادية إذا ما شكلت حكومة تكنوقراط ، وهذا ما تم طرحه من قبل اللجنة الرئاسية التي زارت صعدة مؤخراً ، والتي قوبلت بالرفض من قبل جماعة الحوثي .
حقيقة لا شك فيها أن الحوثي لن يشارك جزئيا في حكومة وحدة وطنية للأسباب التالية :
- لأنه لا يريد أن يجلس على كرسي الاختبار الآن ، وفي ظل هذه الأوضاع التي تمر بها البلد والتي فضل فيها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك الجلوس على ذلك الكرسي الذي انهك الوطن نتيجة لطبيعة أي مرحلة إنتقالية .
- لا يريد مكاسب سياسية فالانتخابات ليست في حسبانه ، كونه يعتبر نفسه إماماً والأحق بالولاية.
- يريد مكاسب عسكرية تتمثل في إخضاع ما استطاع من المناطق للحكم على نمط عمران وصعدة وحيازة ما استطاع من السلاح.
- المكاسب السياسية التي يحصل عليها الآن يستخدمها لإسناد التوغل المسلح.
- هو يريد أن تظل جماعته فوق السياسة وشروطها ، لأنها التجسيد الأمثل لإرادة الله من وجهة نظره وأنصاره.
- يريد أن يبقى مشروع دولة متوثب داخل دولة تشارف على الهلاك.
- هو يحلم أن تنزلق الأمور في البلاد لكي تصبح الصرخة معقولة ويستكمل قهر المجتمع بدعوى المقاومة وكل من يقف في طريقه عملاء وخونة ، كما استخدم واستغل الوضع الأمني والمعيشي للمواطنين .
- يريد الحوثي أن تبقى جماعته كحالة ثورية مستمرة تتكلم باسم الشعب وتتنغنى بجروحه وآلامه دون أن تقدم بديلاً مناسباً .
وهذا الكلام لا يعني أن كل ما يريده الحوثي أو يتمناه قدر محتوم ، ولكن من المعروف أن الحوثيون إستفادوا من المرحلة الإنتقالية التي تمر بها البلد وفي ظل إنهيار شبه تام لمؤسسات الدولة ومن هنا تم إستغلال الوضع من قبل الحوثيون كي يمرروا مشروعهم الذي طالما إنتظروه منذ عشرات السنين .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك