من أهم سمات الديمقراطية رفض العنف أو التهديد باستخدامه, وحالياً يبدو أن الحوثيين عازمون على استخدم أدوات الديمقراطية كالمسيرات والاعتصامات ومزجها بنكهة مسلحة, فمجمل تحركاتهم تشير إلى أنهم يقومون بتطويق وحصار العاصمة صنعاء من خلال "الاعتصامات" التي ظاهرها أسلوب سلمي ديمقراطي, ولكنها على الصعيد العملياتي تهدف لفصل العاصمة عن محيطها وحصارها من جميع الجهات, بحيث يكون بمقدورهم من الناحية الإستراتيجية الحيلولة بين العاصمة صنعاء والحصول على استمرار الدعم أو التعزيزات العسكرية وبقية مستلزمات الحياة ، كما يكون بمقدورهم من الناحية التكتيكية جعل العاصمة صنعاء أكثر احتمالاً للتعرض للهجوم من مختلف الجهات, وهذا ما يمارس على أرض الواقع , "فمخيمات الاعتصام الديمقراطية المسلحة" تطوق العاصمة من جميع الجهات, وبإمكان"مخيمات الاعتصام الديمقراطية المسلحة" في شارع المائة ومنطقة الصباحة قطع إمدادات الغذاء القادم من مينائي عدن والحديدة , وبإمكان"مخيمات الاعتصام الديمقراطية المسلحة" التي تم تشييدها مؤخراً في منطقة الحتارش قطع إمدادات النفط والكهرباء القادمة من مأرب.
وأخشى أن متطلبات إعادة هندسة اليمن هُوية وأرضاً وإنساناً ستجعل مهندسي العملية السياسية في اليمن يرغبون في تمكين هذا النمط المسخ من الديمقراطيات العربية ؟؟!!
* مدير مركز البحوث للدراسات السياسية والإستراتيجية
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك