لك أن تتصوّر حالكَ وقد سلكْتَ طريقاً طويلةً مديدةً خاليةً من الطريق الفرعية، طريقاً تَطلّب اجتيازها ٢٠- ٣٥ عاماً(منذ كان عمرك ٦ أعوام حتى صار ٢٦-٤٠ عاماً)، راجياً من ذلك بلوغ هدفٍ عظيم، تحقيقَ مصلحةٍ جليلةٍ، نيلَ أمرٍ يفيد مجتمعك ويفيدك في آن معاً، ثم تتفاجأ–وانت في منتهى الطريق وعلى بعد امتار قليلة من هدفك–بحفرةٍ عميقةٍ سحيقةٍ تحول بينك وبين هدفك، حفرةٍ تملأ الطريقَ وتبتلع من يحاول اجتيازها يقيناً، ما يعني انه توجب عليك، أو بالاحرى فُرض عليك، العودة إلى النقطة الأولى التي ابتدأت منها رحلتك، إلى نقطة الصفر... لتبحث عن طريق اخرى.
ما الذي سيعنيه ذلك؟ أو بالأقل ما هو الشعور الذي سينتابكَ حِيال ذلك ؟
بالتأكيد سيعني انك أضَعْتَ(أو ستشعر معه انك أضعتَ)تلك الأعوام كلها من عمرك، خسرتها وفقدتها من حياتك!
ذلك هو حال الموظف حامل الشهادة الجامعية والمعلم والأستاذ الجامعي منذ قُطِعت مرتباتُهم قبل اربع سنين وحتى اليوم. الموظف والمعلم أضاعا(او صارا يشعران أنهما أضاعا)من عمرهما ٢٠ عاماً والأستاذ الجامعي أضاع(أو صار يشعر انه أضاع) ٣٠-٣٥ عاماً. ذلك هو حالهم، وبالواقع حال جميع من قُطع مرتبه، وان بدرجات متفاوتة.
العمل في خدمة "الدولة"، في خدمة "الحاكم"، بلا مرتب حالٌ مضى عليه اعوامٌ اربعة، ويُرادُ له أن يستمر، او ان يستمر باجر لا يجاوز اجر المواصلات في احسن الاحوال، وأن يصير واقعاً مالوفاً لألف عام كما كان في التاريخ.
إلى من صارت قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة:
الشعب يتعرض للابادة الجماعية جوعاً.
لقد جففتم ماله وقلبه ودمه.
و"الكريم يثور حين يجوع واللئيم يثور حين يشبع" قال الحكيم العربي.
لن ينسى الشعب جنايتكم.
وما ضاع حقّ بعده شعبّ مطالبٌ وذو قوةٍ وذو بأسٍ شديد.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك