مصادر تكشف تفاصيل المفاوضات التي يقودها بنعمر بين الدولة والحوثيين

 

أكدت مصادر خاصة أن جولة المفاوضات التي بدأت يوم أمس من جديد والتي يقودها المبعوث الأممي جمال بن عمر مع ممثلي جماعة الحوثي المسلحة لم تُحرز أي تقدم يُذكَر بسبب اشتراط الحوثيين عدم ذكر المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن في الديباجة الأولية لصياغة الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه مع جماعة الحوثي حيث يسعى ممثلو جماعة الحوثي إلى إيجاد اتفاق جديد مع الرئيس هادي بعيداً عن شرعية المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن التي ترتكز عليها التسوية السياسية في اليمن، وهو ما ترفضه دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن. 

 

المصادر ذاتها نفت أن يكون المبعوث الأممي قد استبدل أحمد بن مبارك وجلال الرويشان بدلاً من الدكتور عبد الكريم الأرياني وعبد القادر هلال, مشيرةً إلى أن بن عمر استدعى الدكتور الإرياني وأبلغه بأنه يريد أن يبدأ مفاوضاته مع ممثلي الحوثي من حيث انتهى الإرياني وأنه بحاجة إلى استشارة الدكتور/ الإرياني إلا أن الدكتور عبد الكريم الإرياني أكد للمبعوث الأممي أنه سبق وأن أبلغ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بعدم قدرته على الاستمرار في التفاوض مع جماعة الحوثي, خاصةً في ظل التعنُّت الذي يبديه ممثلو الحوثي, خاصةً تجاه تمسُّك الدكتور/ عبد الكريم الإرياني بأن مسألة رفع الاعتصامات ومخيمات المسلحين وسط وخارج العاصمة وانسحاب الحوثيين من عمران وإيقاف المواجهات في الجوف، مسألة يعتبرها الدكتور الإرياني مفروغاً منها وغير قابلة للتفاوض أو وضع جدول زمني لتنفيذها بل يتم تنفيذ هذه النقاط فور التوقيع على النقاط, الأمر الذي ترفضه قيادة جماعة الحوثي المسلحة. 

 

وفي هذا السياق اعتبر مراقبون سياسيون إصرار ممثلي وقيادة جماعة الحوثي على عدم إيراد أو ذكر المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية في ديباجة الاتفاق المُزمَع إبرامه مع الرئيس هادي يكشف حقيقةَ سعي الحوثيين وقوى محلية وأخرى دولية إلى الانقلاب على المبادرة الخليجية. 

 

وكان ممثلا الحوثيين ـ حسين العزي ومهدي المشاط ـ قد أبلغا المبعوث الأممي جمال بن عمر بانسحابهما من المفاوضات معه ومع الرئاسة بسبب ما وصفاه بـ"تعثر مسار التفاوض وكذا استبدال الرئيس أحمد بن مبارك وجلال الرويشان بدلاً عن عبد الكريم الإرياني وعبد القادر هلال". 

 

وفي هذا السياق كشف علي القحوم أحد أعضاء جماعة الحوثي المسلحة عن أن المبعوث الأممي طلب من ممثلي الجماعة العودة الى نقطة الصفر ـ حد قوله ـ في المفاوضات التي كانوا قد بدؤوها مع الدكتور/ الأرياني وهلال، مؤكداً بأن حديث الدولة عن عمران والجوف خلط للأوراق, في إشارة إلى عدم قبول جماعة الحوثي مسألة الخروج من عمران وتسليم السلاح المنهوب. 

 

وقال القحوم ـ الذي كان يتحدث لبرنامج " حديث الثورة" على قناة الجزيرة مساء أمس ـ قال:" المقترحات التي قُدمت من هلال والإرياني ومندوبينا توصلوا إلى اتفاق مُرضٍ لنا بتغيير الحكومة وخفضٍ في المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفق إطار زمني إلا أن سفراء الدول العشر وجمال بن عمر التفوا على هذا الاتفاق بالحديث عن المبادرة الخليجية وعدم تغيير كلي في الحكومة". 

 

من جانبه قال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي المسلحة، الأحد،: " إن ظهور التدخل المباشر من قبل الدول العشر على مسار النقاشات لإعادة المسألة إلى نقطة الصفر يؤكد حرص تلك الأطراف الخارجية على الهيمنة في إدارة البلاد وتجاهل مطالب الشعب". 

 

وأوضح عبد السلام في منشور له على صفحته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، فيما كانت النقاشات مستمرة مع السلطة فيما يخص تحقيق المطالب الشعبية ومع إصرارنا على تحقيق تلك المطالب باعتبارها حقاً من حقوق الشعب اليمني، ظهر التدخل المباشر على مسار النقاشات من قبل الدول العشر لإعادة المسألة إلى نقطة الصفر وتجاهل المطالب الشعبية في تصرف يؤكد حرص تلك الأطراف الخارجية على الهيمنة في إدارة البلاد وتجاهل مطالب الشعب اليمني المُحقَّة والعادلة. 

 

وأضاف: " إننا نؤكد أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مطالبه وأهداف ثورته التي أعلن عنها في مسيرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية وذلك بالاستمرار في حراكه الثوري ونشاطه الشعبي والتمسك بأهدافه حتى تحقيقها بإذن الله تعالى" .