أنهى القرار الرئاسي -الذي اتخذه الرئيس عبد ربه منصور هادي بتكليف مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك بتشكيل حكومة السلم والشراكة الوطنية- شهر العسل الذي دام نحو ثلاثة أسابيع بينه وبين جماعة الحوثي المسلحة، التي سارعت إلى إعلان خطوات تصعيدية جديدة فور صدور القرار، مساء اليوم.
وأعلن المكتب السياسي لجماعة الحوثي رفضه القاطع لقرار تسمية بن مبارك رئيسا للوزراء، وقال إنه "لم يكن انعكاسا طبيعيا لإرادة الداخل بقدر ما كان قرارا خارجيا بامتياز".
وأضاف المكتب السياسي في بيان له أن هذا القرار "يمثل استخفافا صارخا بسيادة واستقلال بلدنا وبإرادة شعبنا اليمني العظيم، وتضحياته الكبيرة ومكاسب ثورته الخالدة ناهيك عن كونه يتجاوز المعايير المتفق عليها كما يتجاوز مبدأ التوافق الذي أجمع اليمنيون على أن يكون هو المبدأ الحاكم للمرحلة الانتقالية وإدارة شؤون البلد".
وفيما لم يفصح البيان عن أي خطوات تصعيدية أخرى، اكتفى بالقول إن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي سيلقي كلمة بهذا الشأن مساء اليوم وهو الأمر الذي أثار تكهنات بأن يلعن زعيم الجماعة عن خطوات تصعيدية جديدة تجاه مؤسسة الرئاسة، خصوصا وأن هناك تهديدات قد صدرت عن عدد من قادة الجماعة عقب صدور القرار الرئاسي.
وقال مصدر قيادي في جماعة الحوثي إن المجلس السياسي لأنصار الله قرر سحب ممثليه في الهيئة الاستشارية للرئيس هادي.
وفيما لا زالت جماعة الحوثي بانتظار الخطاب المتلفز الذي سيلقيه زعيمها لتحديد ملامح الخطوات القادمة، إلا أن عددا من قادة الجماعة قد بدأوا بإصدار التهديدات تجاه الرئيس هادي.
ووصف القيادي في الجماعة، أسامة ساري في منشور له عبر صفحته في الفيسبوك الرئيس هادي بـ"الدنبوع" وهو اللقب الذي يخفيه الرئيس هادي، تماما كما كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح يخفي لقبه "عفاش".
وقال ساري متحدثا عن هادي "لقد نصحناه كثيرا أن يحمد الله على نعمته عليه أن بعث رجالا لينتشلونه من تحت نعال علي محسن وحميد الأحمر وحزب الإصلاح، لكنه أبى إلا أن يعيش حيث تعود تحت النعال، ولكنه هذه المرة تحت نعال أميركية قذرة، فليسقط هذا الدنبوع، انتهت فرصته".
وتكشف اللغة التي بدأ يتحدث بها الحوثيون تجاه الرئيس هادي أنهم عازمون على التصعيد ضده تمهيدا لإسقاطه من رئاسة الجمهورية.
وأضاف ساري "نحن اليوم في الحلقة الأخيرة، وانتهت الفرصة الأخيرة للدنبوع، كي يصلح نفسه ويستعيد وطنيته واستقلاليته بعيدا عن الأميركيين، لكنه رئيس جبان وخواف يرتعب من بعبع تافه اسمه أميركا، ونسي أن هناك شعبا عظيما مستعدا أن يضحي بالروح والغالي والنفيس لحمايته من أميركا لو أنه قبل أن يكون وطنيا حرا".
من جانبه أكد القيادي في جماعة الحوثي، علي البخيتي أن قرار تسمية بن مبارك رئيسا للوزراء لا يعبر عن الإرادة الشعبية ولا عن أي توافق سياسي، وقال إن "أي قرارات تتخذ دون توافق سياسي لن يكون لها أي واقع ملموس، وستؤدي إلى تعميق أزمة الثقة المتوارثة من آخر أيام مؤتمر الحوار".
وأضاف البخيتي أن "القرار يعد خرقا واضحا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، وأثبت أن هناك أطرافا لا تزال تنتهج سياسة الأمر الواقع، التي جرت البلد إلى المآسي والحروب".
وحمل البخيتي من اتخذ هكذا قرار غير توافقي مسؤولية فشل العملية السياسية التي تم الاتفاق عليها في اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
ودعا إلى استمرار التصعيد الثوري لمواجهة ما وصفها بالسياسيات التي ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقيات التي نصت على الشراكة الوطنية واحترام الإرادة الشعبية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك