بعد اليوم الدامي الذي عاشه اليمن الخميس، إثر هجومين انتحاريين حملا بصمات القاعدة في صنعاء وحضرموت استهدف الأول تجمعاً للحوثيين والثاني حاجزاً للجيش اليمني، تكثفت الإدانات الدولية الواسعة لتلك الجرائم، وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
فقد دانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التفجيرات الإرهابية التي ضربت اليمن وأدت الى مقتل نحو 70 شخصاً من مدنيين وعسكريين وإصابة المئات في صنعاء وحضرموت.
حيث أعربت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن "إدانتهم الشديدة"، للاعتداء الإرهابي الذي وقع في صنعاء واستهدف تجمعا للمدنيين في ميدان التحرير وراح ضحيته العشرات بينهم أطفال. ولم تتوقف إدانة الولايات المتحدة على التفجير فقط، بل دانت أيضا الاعتداءات على مقار حكومية وأمنية في مدينة البيضاء معتبرة أن هذه الأعمال تهدف إلى تقويض الاستقرار في اليمن، داعية كل الأطراف إلى التعاون من أجل إنجاح العملية الانتقالية السياسية الجارية في هذا البلد.
بدورها حذرت بريطانيا من يحاولون عرقلة العملية السياسية في اليمن، بتنامي رغبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراء ضدهم وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن.
من جهتها، دانت الرئاسة اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك وجميع الفرقاء السياسيين العمل الإرهابي وطالبوا بتحكيم العقل والعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات للبحث عن رئيس جديد للوزراء بعد اعتذار الدكتور أحمد بن مبارك وإيجاد بديل آخر يتفق عليه الجميع وفق اتفاق الشراكة السياسية الموقع مؤخراً.
هذا التدهور الأمني الذي ينذر بتفاقم الأوضاع أكثر وانحدارها نحو المجهول، يراه مراقبون سيستمر إن لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته مع إلزام جميع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية على تنفيذ ما اتفق عليه. هذا وتبقى الأوضاع مرشحة لمزيد من السخونة في ظل ارتباك المشهد السياسي والأمني الذي يسود البلاد حالياً.