أكد دبلوماسي يمني أنه كان ينبغي أن يكون لدول الخليج الست، وليس الأمم المتحدة،, دورا حيويا في حماية اليمن من السقوط في الهاوية.. وقال مصطفى نعمان- السياسي اليمني والسفير السابق لدى أسبانيا- إن غياب دور خليجي نشط شجع إيران للاستفادة من الوضع في اليمن وتعزيز نفوذها في الساحة السياسية اليمنية.
وقال نعمان- في مقابلة مع صحيفة "جولف نيوز" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، خلال زيارته الأخيرة إلى دبي- قال: "دول المنطقة، بما فيها الدول الخليجية، تركت اليمن ميدانا مفتوحا للعب. اليمن ليست جزيرة معزولة عن دول مجلس التعاون الخليجي. اليمن جغرافيا هي جزء من الخليج، حتى لو لم تكن جزءا من مجلس التعاون الخليجي. الدول الخليجية تركت الملف اليمني في يد مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر".
وأضاف نعمان: "قبل ثلاثة أشهر عين مجلس التعاون الخليجي مبعوثا خاصا إلى اليمن هو صالح بن عبد العزيز القنيعير. هو زار اليمن مرة واحدة ولم يعد إليها أبدا بعد ذلك، في حين أن الزيارة الحالية لابن عمر إلى صنعاء ربما تكون الـ29 أو الـ30".
تم تكليف المبعوث الخليجي القنيعير بالإشراف على تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن، والتي هدفت إلى حل القضايا الناتجة عن الانتفاضة التي بدأت في فبراير2011 واستمرت 13 شهرا. وبموجب المبادرة الخليجية استقال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من الرئاسة ونقل السلطة رسميا لخليفته عبد ربه منصور هادي.
وأوضح السفير نعمان أن انسحاب الدور الخليجي في اليمن شجع إيران للتدخل في الشؤون اليمنية.
وأضاف نعمان: "أنا أقول إنه لا ينبغي أن يكون لإيران دور في اليمن. لكن إذا كان هناك فراغ، فإيران ستملأه"، معربا عن خوفه من تقسيم بلاده إلى كيانات أصغر، حيث كل طرف سيحكم ما هو تحت سيطرته.
وقال نعمان: "لقد انهارت الدولة في اليمن، فلا وجود للحكومة والجيش اختفى وأصبحت الأجهزة الأمنية تحت سيطرة المتمردين الحوثيين. فأي دولة نتحدث عنها؟"
بعد عدة أسابيع من التوتر السياسي الذي أصاب البلاد بالشلل، وقعت الأطراف السياسية الرئيسية في اليمن، من بينها المتمردون الحوثيون، يوم السبت الماضي على اتفاق يفوضون بموجبه الرئيس هادي ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة جديدة. وفقا للاتفاق، فإن رئيس الوزراء خالد بحاح سيقود عملية اختيار الوزراء الجدد بالتشاور مع الرئيس هادي.
يقول الدبلوماسي اليمني السابق: "لن ينتهي القتال المستمر والتوتر السياسي الحالي إلا إذا اقتنع المتمردون الحوثيون بأنهم مواطنون وعليهم الالتزام بالاتفاقات".
أصبح الحوثيون هم أصحاب السلطة الجدد في اليمن. في سبتمبر سيطروا على العاصمة صنعاء وعدد من المدن والمديريات الرئيسية، ويشنون معارك ضد القبائل المعارضة والمقاتلين المرتبطين بالقاعدة.
بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة الشهر الماضي، ينبغي على الحوثيين الانسحاب من صنعاء ونزع سلاحهم عند تسميه رئيس وزراء محايد. لكن هذا لم يحدث، ورئيس الوزراء المكلف واجه صعوبات في تشكيل حكومته.
وقال نعمان: "ما يقوم به الحوثيون هو فعليا يصب في مصلحة القاعدة، لأن الناس العاديين سيسعون إلى دعم أي جماعة قادرة على حمايتهم في ظل غياب مؤسسات الدولة. الناس سيتجهون إلى تنظيم القاعدة وهذا السبب الذي يجعل ما يحدث الآن أمر خطير".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك