عبّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن "بالغ قلقه إزاء عدم المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، وخصوصاً الانتهاكات التي حدثت في اليمن في الأشهر الأخيرة"، وقالت المنظمة، إنها وثقت انتهاكات خطيرة ارتكبها جميع الأطراف، من قتل المدنيين والاعتقالات التعسفية وتجنيد الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات.
وقال الناطق الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، إن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن قد وثّق انتهاكات، وصفها بالخطيرة، والتي ارتكبت من جميع الأطراف، بما في ذلك قتل المدنيين والاعتقالات التعسفية وتجنيد الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات وكذلك استهداف الممتلكات الخاصة.
ويؤكد كوفيل أن الأمم المتحدة، عبر موظفيها، تواصل جهودها في توثيق الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين. لكن هنالك عائلات تخشى الإبلاغ عن هذه الخروقات خوفاً من الانتقام.
وبحسب مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "شوهد العديد من الأطفال يحرسون نقاط التفتيش على متن المركبات المسلحة ويشاركون في الدوريات في الشوارع، وأيضاً يوجدون في المدارس التي كانت تستخدم لأغراض عسكرية".
وحثّت الأمم المتحدة السلطات اليمنية على "إجراء تحقيق على وجه السرعة في انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان من جهات مستقلة ومحايدة من أجل ضمان حق الضحايا في العدالة والتعويض". مشيرة إلى عدم وجود أية تحقيقات رسمية في هذه الانتهاكات.
نازحو البيضاء
إلى ذلك، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن عن نزوح 14 ألف فرد من أبناء محافظة البيضاء، وسط اليمن، منذ بدء المواجهات بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وأنصار الشريعة وبعض القبائل في المحافظة.
وأشارت النشرة الإنسانية الخاصة بمكتب الأمم المتحدة، نقلاً عن مصادر حكومية في محافظة البيضاء، إلى "نزوح أكثر من 2000 أسرة إلى خارج قراهم هرباً من الصراع الدائر هناك بين مسلحي الحوثيين من جهة وعناصر القاعدة والقبائل المتحالفة معها من جهة أخرى خلال الأسابيع القليلة الماضية".
وأكد التقرير أن نصف هذه الأسر قد فرّ من 7 قرى في مديريات (ولد ربيع والقريشية ورداع)، بينما "لا يزال النصف الآخر في الجبال والكهوف، وهم في حاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة وخصوصاً الغذاء ومستلزمات الحماية من برد الشتاء".
وعبّرت (أوتشا) عن قدرة المنظمات الإنسانية وشركائها في تغطية هذه الاحتياجات من خلال مخزوناتها القائمة. مشيرة إلى أن حوالي 200 أسرة تسلّمت مساعدات من المنظمات الإنسانية، وأنها بصدد تقديم رؤى أكثر وضوحاً خلال الأيام القادمة، بما يضمن اتساع نطاق المساعدات.
أوضاع صعبة
في السياق ذاته، قال الناشط والمصوّر، محمد اليمني، إن الوضع الإنساني في المناطق التي تدور فيها المواجهات صعبة للغاية. مشيراً إلى عدم توفر الغذاء وعدم القدرة على إسعاف الجرحى بسبب الحصار المطبق على هذه المناطق.
وأضاف اليمني لـ"العربي الجديد" أنه: "يُمنع نقل الجرحى إلى المستشفيات حتى وإن كانوا أطفالاً". ويواصل "رأينا طفلاً أصيب بعيار (طلق) ناري في الفخذ، لكن الأهالي لم ينقلوه إلى المستشفى، كون الحوثيين يعتقلونهم في الطريق".
مشيراً إلى أنهم شاهدوا عدداً من الجرحى، من المتوقع أن يكون مصير بعضهم، النزيف حتى الموت.
وأكد اليمني أن الحرب حرمت الناس في كثير المناطق من ممارسة حياتهم الطبيعية. مشيراً إلى أنه وزملاءه وجدوا أسراً بأكملها لم تأكل منذ يومين، وأن القصف العشوائي طال حتى المواشي والحيوانات الأليفة التي تساعد الناس على العيش.
ويستنكر اليمني قصف بعض النازحين الموجودين في الكهوف، ما أدى إلى نزولهم ليأووا إلى إحدى المدارس المعرضة لقذائف الحرب حسب تعبيره. مؤكداً أنه زار إحدى المدارس وفيها أكثر من خمسين فرداً أغلبهم من النساء والأطفال.
ونشر ناشطون صوراً تبيّن أسراً مكونة من النساء والأطفال ينتشرون في جبال وكهوف مدينة البيضاء، بعدما نزحوا من قراهم ومنازلهم التي دمرتها المواجهات.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك