دشن الحوثيين مؤخراً حرباً "مقدسة" على الحريات الإعلامية والعامة، وها هم ينصبون من أنفسهم وكلاء للحقيقة و"الله" على الأرض، لتتشكل بذلك معالم نظام استبداد اصولي شديد الانغلاق لن يختلف كثيراً عن "داعش" التي يطاردونها في الارجاء اليمنية بينما هم يرسون منظومتها القيمية والثقافية والدينية في صنعاء وفي أي مكان ينصبون سلطتهم عليه بالإكراه.
لا يختلف التشدد الديني سواء كان بلون سني او زيدي، فتعريفه للنقيض واحد: انه فاسق او سكران او شيوعي! كما لا يختلف المستبد في علاقته بالأعلام والرأي الاخر عن نظرائه السابقين، فهو لا يراه سوى مؤامرة وكذب وحقد! وهذا الخليط من الأصولية الدينية مع طبائع المستبد هو ما كثفه عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير بغض النظر عن المضامين السياسية الاخرى فيه والغطرسة التي تجلى عليها.
إن هذا التحريض الذي تجلى في خطاب عبدالملك الحوثي، علاوة على ذلك الذي يمارسه "مثقفي" الجماعة الأقوى في اليمن – وليس قادتها العسكريين مثلاً-ضد وسائل الاعلام ومنها العربية والجزيرة، علاوة على ما سبق من اعتداءات على قناة سهيل وتهديدات للإعلاميين، يُفصح أن الأمر ممنهج وأصيل لدى الجماعة ولم يكن ابداً مُجرد خطاء او سلوكيات عارضة، كما يكشف عن كوننا مُقبلين على فترة مُظلمة يسودها القمع والتكميم حيث سينصب فيها الحوثيين من انفسهم حراس للحقيقة والأخلاق والدين.
على الحوثيين أن يدركوا حقيقة بسيطة وهي أن الحريات هي مساحة معركتنا الدائمة مع كل أنظمة الاستبداد بدءاً من صالح ووصولاً إليهم، وهي خط دفاعنا الأخير حيث الكلمة والحق الشخصي هي آخر ما نتمسك به حين يُطبق الطغاة على كل الحياة من حولنا.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك