أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء، مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ وصول السيسي إلى السلطة صيف 2014. وشدد الرئيسان في مؤتمر صحافي على الموقف الثابت للقاهرة وأنقرة الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، وأعلنا عن مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس المصري إن زيارته لتركيا "تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين"، وأعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولى إلى تركيا ولقائه الرئيس أردوغان. وأكد أن "زيارته تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين". وأضاف: "شهدنا ازدهاراً مستمراص في التواصل بين الشعبين المصري والتركي خلال السنوات الماضية".
وأشار السيسي، إلى "موقف مصري تركي ثابت بضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية". وقال: "ناقشنا سبل معالجة المأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون في قطاع غزة".
من جهته، قال أردوغان إن مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمراً حيوياً. وأوضح أردوغان، في كلمته، أن تركيا أكدت إرادتها في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات؛ بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة.
كما أعلن عزم تركيا على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الـ5 المقبلة، ومواصلة العلاقات متعددة الأبعاد مع القاهرة وفق أساس الربح المتبادل. وعلى صعيد الملف الفلسطيني، أشار الرئيس أردوغان، إلى أن تركيا ومصر تتبنيان موقفاً مشتركاً تجاه القضية الفلسطينية. وقال إن "مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمراً حيوياً".
وشدد الرئيس التركي على أن إسرائيل وداعموها مسؤولون عن وفاة كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء. واستنكر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي، في يوليو/ تموز الماضي، قائلاً: "مكان قتلة 41 ألفاً من الأبرياء (في غزة) ليس منابر البرلمان بل قاعات المحاكم لمحاسبتهم على جرائمهم".
وأكد أن "إسرائيل تواصل موقفها المعرقل للمفاوضات، وكشفت عن عقليتها بقتل مُحاورها"، في إشارة إلى اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وكان السيسي قد وصل إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها منذ 12 عاماً، اليوم الأربعاء، وتأتي بهدف تكريس المصالحة بين البلدين بعد عقد من القطيعة. وأظهرت صور نشرتها الرئاسة التركية أردوغان الذي كان قد استقبله السيسي في القاهرة في فبراير/ شباط، وهو يصافح الرئيس المصري عند نزوله من الطائرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقدمة مستقبلي السيسي بمطار أسن بوغا، برفقة وزير الخارجية هاكان فيدان ووالي أنقرة واصب شاهين. وعقد الرئيسان اجتماعاً قصيراً في صالة الشرف بالمطار، وتوجها بعد ذلك بالسيارة نفسها إلى المجمع الرئاسي التركي. وعقب اجتماعهما الثنائي المرتقب في المجمع الرئاسي، وحضر أردوغان والسيسي الاجتماع رفيع المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وأقاما مراسم توقيع سلسلة من الاتفاقيات الثنائية، ومن ثم عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً. ومن المقرر أن يقيم الرئيس التركي مأدبة عشاء رسمية على شرف نظيره المصري.
وفي فبراير/ شباط، أكد أردوغان والسيسي في القاهرة رغبتهما في فتح "صفحة جديدة" في العلاقات بين البلدين بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد. وتدهورت العلاقات الثنائية منذ عام 2013 بعد انقلاب السيسي الذي كان في حينه وزيراً للدفاع، على الرئيس محمد مرسي، حليف أنقرة. وتحسنت العلاقات بين الرئيسين منذ حوالى سنتين، مع تقارب مصالحهما في العديد من الملفات الإقليمية، ولا سيما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
من جهتها، قالت الرئاسة المصرية في بيان إنّ زيارة السيسي إلى أنقرة تأتي تلبية لدعوة من أردوغان. وأوضح السفير أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أن زيارة السيسي "تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك