واصلت اسعار النفط تراجعها،مسجلة أدنى مستوى لها في 6 سنوات تقريبا ،اليوم الثلاثاء،في ظل ضبابية مواقف الدول المنتجة حيال خفض الانتاج وإعادة توازن الاسعار مع تخمة المعروض وضعف الطلب.
وخسرت اسعار النفط خلال الأشهر الـ6 الماضية أكثر من 60 في المائة لتهوى عن ذروتها بحدود 115دولار للبرميل في يونيو 2014 الى مادون الـ 50 دولار للبرميل في أطول سلسلة من الخسائر المتتالية منذ بدء الأزمة المالية العالمية عام 2008م.
ولامس خام مزيج برنت تسليم فبراير أقل سعر له منذ مارس 2009اليوم الثلاثاء عند 45.23 دولار للبرميل، فيما نزل الخام الأمريكي تسليم فبراير إلى 44.41 دولار للبرميل.
وعلى الرغم من ارتفاع واردات الصين (ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم) من النفط الخام بشكل قياسي، إلّا أن ذلك لم يمنع الأسعار من الانخفاض .
ولا يزال منتجو النفط عند موقفهم الرافض لخفض الانتاج وإعادة التوازن الى السوق، مدافعين عن حصتهم السوقية مع تنامي انتاج النفط الصخري.
ودافع وزير النفط الأمارتي سهيل المزروعي عن استراتيجة منظمة (أوبك) البلدان المصدرة للنفط بعدم خفض الانتاج ، مستبعدا اي انتعاش مفاجئ في الاسعار.
وقال المزروعي في تصريح له بهذا الصدد اليوم "ان عدم تغيير الإنتاج يبعث برسالة إلى السوق وإلى المنتجين الآخرين بأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بالعقلانية وأن عليهم الاقتداء بـ (أوبك) في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية لتتواءم زيادة الإنتاج مع ذلك النمو".
وطالب المزروعي بتصحيح الوضع الناتج عن تخمة في المعروض بسبب النفط الصخري.
واستبعد المزروعي أي انتعاش مفاجئ لأسعار الخام عالميا ...مشيرا الى ان تراجع الاسعار لن يؤثر بأي حال على استثمارات دولة الإمارات على مستوى التوسع في طاقة إنتاج النفط .
وحول استقرار اسعار النفط قال المزورعى انها "ستستغرق وقتا كي تستقر" متسائلا "لكن هل يستغرق ذلك عامين أو ثلاثة أعوام".
وكانت السعودية اكبر منتج للنفط في (اوبك) دافعت في وقت سابق عن حصتها السوقية والتي تقدر بحوالي 9.6 مليون برميل يومياً، رافضة خفض الانتاج .
واعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي مؤخرا ان اوبك لن تخفض انتاجها حتى وان تدنت الاسعار الى عشرين دولارا البرميل، مجددا اصرار الرياض على الدفاع عن حصتها في الاسواق امام ازدهار النفط الصخري الاميركي.
بدورها ايضا اكدت روسيا في وقت سابق انها ستبقي على انتاجها في عام 2015م عند نفس المستوى ولن تخفض الإنتاج لأنها ستخسر حينئذ حصتها السوقية لصالح دول أخرى.
من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريح له اليوم أن الدول المتسببة في هبوط أسعار النفط سوف تندم على قراراتها...محذرا من أن السعودية والكويت سوف تعانيان مثل إيران جراء انخفاض الأسعار.
وتأتي تصريحات روحاني في ظل قناعة إيرانية أن تهاوي أسعار النفط نتاج لمؤامرة سياسية، وأن السعودية طرف أساسي بها لضرب مصالح إيران وروسيا.
أضاف روحاني قائلاً: "أولئك الذين خططوا لخفض الأسعار على حساب دول أخرى سيندمون على هذا القرار."
ويقوم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي وصل للجزائر الاثنين بجولة دبلوماسية لكل من السعودية وإيران والجزائر وقطر لحشد الجهود الرامية لدعم تهور الذهب الاسود.
وتسعى فنزويلا احد اعضاء اوبك الى وقف تهاوي أسعار النفط الذي أضر باقتصادها واقتصادات العديد من المنتجين داخل المنظمة بدعم من بعض دول المنظمة مثل ايران والجزائر.
ويأتي استمرار تراجع الاسعار مع توقعات سلبية للخام، حيث خفض بنك (جولدمان ساكس) الأمريكي توقعاته لسعر خام برنت في 2015م الى 50.40 دولار للبرميل بدلا من 83.75 دولار وإنه خفض توقعه لعام 2016 إلى 70 دولارا للبرميل من 90 دولارا.
وخفض السعر المتوقع لخام غرب تكساس الوسيط في 2015 إلى 47.15 دولار للبرميل من 73.75 دولار والسعر المتوقع لعام 2016م إلى 65 دولارا للبرميل من 80 دولارا.
ويرى الخبراء إن العوامل الأساسية في انخفاض الأسعار في سوق النفط هي تخمة المعروض والطلب الضعيف، متوقعين أن تواصل أسعار النفط تراجعها ما لم تتغير هذه العوامل.
وبحسب الخبراء فإن احتمالية انزلاق أسعار الخام إلى ما دون مستويات الـ 40 دولار للبرميل مازالت كبيرة، الأمر الذي يخشاه منتجو النفط كون ذلك سيشكل ضغوط مالية على اقتصاديتهم .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك