كشفت مصادر عراقية مختلفة، عن ضغوطات تمارسها أطراف حكومية وسياسية عراقية على الفصائل المسلحة القريبة من طهران لوقف أي تحرك داخلي بينها لاستئناف عملياتها ضدّ مواقع الاحتلال الإسرائيلي، بعد استئنافه حرب الإبادة في غزّة، وهجماته المتجدّدة في لبنان.
ومع تجدّد العدوان الإسرائيلي، أجرت فصائل مسلحة مدعومة من طهران، عمليات نقل واستبدال واسعة في مقرات رئيسة ومخازن أسلحة، بحسب ما قالته ثلاثة مصادر عراقية مقربة من الفصائل. وتتسق هذه المعلومات مع تأكيدات لوزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قبل يومين، بأن واشنطن منعت إسرائيل من شنّ اعتداء على العراق، متحدثا للتلفزيون الرسمي العراقي عن "نية إسرائيل" الرد على الهجمات التي نفذتها الفصائل العراقية خلال الفترة الماضية.
عضو بارز في جماعة "تنسيقية المقاومة العراقية"، وهي المظلة الجامعة للفصائل المسلحة الحليفة لإيران في العراق التي تتبنى عنوان "وحدة الساحات"، قال ، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وفريقه الحكومي وكذلك أطرافاً سياسية من داخل الإطار التنسيقي تجري اتصالات مع قادة الفصائل من أجل منعهم من إعادة أي نشاط عسكري خلال الفترة المقبلة ضد الكيان الصهيوني بعد عودة عملياته العسكرية في غزة ولبنان، والتي تأتي بالتزامن مع تطورات اليمن"، وفقا لقوله.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه أن "هناك نية لبعض الفصائل وعلى رأسها كتائب حزب الله وكذلك حركة النجباء، باستئناف العمليات العسكرية ضد إسرائيل، إذا ما استمرت في تصعيدها ضد كل من غزة ولبنان، فهذه الفصائل ما زالت متمسكة بوحدة الساحات من أجل الضغط العسكري على الكيان لوقفه جرائمه في غزة ولبنان".
وأكد العضو البارز في جماعة "تنسيقية المقاومة العراقية"، أن "الضغوطات الحكومية والسياسية مستمرة على الفصائل لمنعها من معاودة العمليات العسكرية، خشية من ردات فعل إسرائيلية أو أميركية عسكرية داخل العراق ضد الفصائل وقيادتها كجزء من عملية الرد، وهذا الأمر أبلغت به الأطراف الحكومية والسياسية بشكل واضح قادة الفصائل خلال الساعات الماضية".
مخاوف من جرّ العراق إلى الحرب
هذه المعلومات أكدها عبد الرحمن الجزائري عضو ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، "، قائلا إن "الحكومة وقيادات سياسية مهمة تتحرك منذ يومين على الفصائل المسلحة من أجل منعها من معاودة عملياتها العسكرية ضد الكيان (الاحتلال الإسرائيلي). وأضاف الجزائري أن "هناك خشية عراقية من أن عودة عمليات الفصائل ستجر العراق إلى ساحة الحرب ويكون جزءاً من الصراع المباشر، خاصة بعد العمليات الأميركية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن".
وأكد أن "كل الأطراف السياسية في العراق لا تريد أن يكون العراق جزءاً من الحرب الدائرة في المنطقة، ودخول العراق بهذه الحرب سيكلفه كثيراً، ولهذا نعتقد بأن الفصائل المسلحة سوف تستجيب للضغوطات الحكومية والسياسية ولم تنفذ أي عملية جديدة ضد الكيان الصهيوني، خشية من ردات فعل هذا الكيان المحتل والولايات المتحدة الأميركية الداعمة للكيان بكل ما تملكه لتنفيذ مخطط التغيير في الشرق الأوسط".
ولفت الجزائري إلى أن "الفصائل العراقية المسلحة، حتى هذه الساعة، لم تحسم أمرها من تطور الأحداث في كل من غزة ولبنان، وربما يكون لها موقف خلال الساعات المقبلة، فهذا الأمر يعتمد على استمرار الكيان الصهيوني في حربه ضد كل من لبنان وغزة"، مبيناً أن تلك الفصائل "ما زالت تؤمن بضرورة جبهات الإسناد لمواجهة الكيان".
ويأتي ذلك في وقت تواصل الحكومة العراق تأكيدها استمرار حواراتها مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي تعمل تحت مظلة "المقاومة الإسلامية في العراق"، من أجل تسليم سلاحها وإخضاعه لسلطة الدولة، استجابة لضغوط أميركية.
وبعد السابع من أكتوبر 2023 شكلت سبعة فصائل عراقية مسلحة، ما تُعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تبنت الدخول على جبهة إسناد غزة ومن ثم لبنان، ونفذت هجمات بواسطة الطائرات المسيّرة المفخخة وصواريخ الكروز المطورة التي تطلق عليها اسم "الأرقب"، وهو نوع من الصواريخ الذي يصل إلى مدى يقدَّر بنحو 700 إلى 800 كيلومتر وبرأس حربي متفجر طورته مصانع تلك الفصائل خلال سنوات ماضية. وتتألف "المقاومة الإسلامية في العراق" من فصائل عدة، أهمها "كتائب سيد الشهداء"، و"كتائب حزب الله"، و"أنصار الله الأوفياء"، و"كتائب الإمام علي"، و"النجباء". وسبق أن اعترفت قوات الاحتلال بمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 24 آخرين نتيجة هجوم تعرضوا له في الجولان، بطائرة مسيّرة أطلقتها "جماعة المقاومة" في العراق، وهو ما دفعها لاحقا إلى إطلاق تهديدات بضرب العراق في حال جرى استخدام أراضيه لأي هجمات باتجاه الأراضي المحتلة، وقد أكد هذه المعلومات عدد من مستشاري رئيس الحكومة العراقية، بالإضافة إلى أعضاء في مجلس النواب.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك