ردت وزيرة الثقافة في حكومة " بحاح " المستقيلة أروى عثمان على قرار "اللجنة الثورية" التابعة لجماعة الحوثي والمتعلق بعودتها إلى عملها لتسيير أعمال الوزارة، بعد أن عرضت عليها الجماعة ذلك أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكدة أنها أبلغتهم أنها لن تقبل بالعمل مع ميليشيا.
وقالت عثمان في حديثاً لها مع صحيفة "السياسة الكويتية " إن تهديدات اللجنة الثورية بإحالة الوزراء الرافضين لقرارها إلى النيابة للمحاكمة بتهمة الخيانة الوطنية "تهديد لم يُسمع عنه في العالم كله ولا حتى في أميركا اللاتينية أو في جنوب إفريقيا"، معتبرة أن "التهديد يمثل هستيريا حقيقية تكرر تجربة الحرس الثوري في إيران عندما قامت اللجان الثورية بإنشاء محاكم لمعارضيها وسجنت من سجنت وأعدمت من أعدمت وكانت قامعة لكل رأي حر وأول ما بدأت بقتل من شاركوا في الثورة الخمينية".
وأكدت أن "السيناريو في اليمن حالياً هو ذات السيناريو الذي حدث في إيران"، محذرة من أن "هذه التهديدات ستجعل من جماعة الحوثي جماعة إرهابية مثلها مثل تنظيم "القاعدة" أو أي ميليشيا أخرى وقد تدخل اليمن في حرب من نافذة إلى نافذة".
وأضافت "طوال أربعين سنة وأنا أنادي بدولة مدنية ونظام ودستور ولا يمكن أن أقبل بمليشيات تحكمني أو أعمل موظفة لدى ميليشيا فهذا مستحيل"، مؤكدة أنها لن تخضع لمحاكمة ميليشيا "ثورية" خارجة على النظام والقانون وحقوق الإنسان تختطف وتقتل وتنهب .
وقالت : أما إذا كانت المحاكمة عن طريق الدولة فسأمثل أمام أي محكمة تابعة لها بحسب النظام والقانون".
وأشارت إلى أنه حتى في حالة الانقلاب العسكري لا بد أن يكون لهذا الانقلاب قادة "وليس مجموعة من الأطفال الصغار"، معتبرة ان "على الحوثيين في منطقة مران بمحافظة صعدة أن يبدأوا أولا بالتعايش مع مجز ومنبه ورازح في ذات المحافظة وبعد ذلك يتعايشون مع صنعاء وذمار وبقية المناطق اليمنية".
وأضافت "ليس معقولا أن تأتي مجموعة مسلحة صغيرة من منطقة مران المغلقة جغرافيا وفكريا ومذهبيا لتفصل اليمن كما تريد بالبندقية، فهذا ضد المنطق وضد العقل وضد كل القوانين البشرية".
وكشفت عثمان عن أنه قبل تقديم الحكومة استقالتها قامت ميليشيا الحوثي بتجريد الوزراء من أختام وزاراتهم وحكمتهم بقوة السلاح، محذرة من أن الكارثة الأكبر التي تواجه اليمن هي الوضع الاقتصادي.
وقالت في هذا الإطار ان "الميليشيا الحوثية المسلحة التي تفيض عنفا لا يمكن أن تدير دولة، فعندما تغلق السفارات أبوابها يعتبرونها أمرا عاديا وعندما يصل الوضع الاقتصادي إلى الانهيار واليمنيون سيموتون جوعا لا يأبهون ويقولون "طز"، لأنهم مثكولون بالحرب ويرون أنهم يتكلمون باسم الله ويمنحون أنفسهم الحق الإلهي وأن ما دونهم باطل".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك