وضعت المتغيرات الميدانية التي يشهدها اليمن، بعد استعادة الشرعية السيطرة على عدن أمام القوى السياسية اليمنية، تحديات جديدة بشأن العملية السياسية، وعلى الأخص حزب المؤتمر الشعبي العام الذي شهد انقساما في صفوف قياداته بين مؤيد للشرعية وعاصفة الحزم وتابع للرئيس السابق صالح في تحالفه مع المتمردين الحوثيين.
وطرحت الأوضاع الحالية التي يمر بها اليمن تساؤلات عديدة حول الدور المرتقب لحزب المؤتمر الشعبي العام، خاصة بعد إصرار المقاومة الشعبية على إخراج قوات الحوثي وصالح من بقية المحافظات، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ويكشف الانقسام بين قيادات "المؤتمر" الحالة التي وصل إليها الحزب من التخبط، حيث عارض بعض العقلاء في الحزب سياسة الانقلابين على الملأ، فيما خرج آخرون من اليمن وانضموا إلى مؤيدي عاصفة الحزم، والتزم قسم بالصمت في موقف أقرب إلى حياد سلبي خشية بطش الحوثيين وصالح.
ورغم الضغوط، واجه بعض قادة المؤتمر الشعبي الانقلابيين على الأرض بشجاعة أدبية، مثل الشيخ القبلي عثمان مجلي من محافظة صعدة، والشيخ صغير بن عزيز، وعثمان مجلي ، وقد دعما بقوة الشرعية الدستورية.
وعلى النقيض من ذلك، تحدثت تقارير عن تقديم بعض أنصار المؤتمر الشعبي، دعما لوجيستيا في بعض المحافظات لميليشيات الحوثي، وتسليحها من مخازن الجيش، والتماهي معها في مواقف سياسية، ما يضع المؤتمر في المرحلة القادمة عند مفترق طرق.
أما أتباع خيار التمسك بالشرعية الدستورية ومرجعيتها السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وهو خيار اتبعه الدكتور عبدالكريم الارياني وعدد آخر من قادة المؤتمر.
أو خيار الانقلاب على الشرعية، واللجوء إلى العنف الذي اتبعه المخلوع صالح بتحالفه مع المتمردين الحوثيين، وهو خيار يكاد يقود حزب المؤتمر إلى مصير قد لا يختلف عن مصير الحزب الدستوري في تونس أو الوطني في مصر.
لكن وقوف بعض قادته مع الشرعية وخروجهم عن طاعة صالح، يبقي فرصة للمؤتمر الشعبي العام لتصحيح مساره والعودة إلى الشرعية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك