تجددت المواجهات بين رجال القبائل ومسلحين موالين لجماعة الحوثيين في مديرية أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الاثنين بينما قال مصدر قبلي إن القتلى والجرحى بالعشرات.
وقال مصدر قبلي موال لمسلحي القبائل إن مواجهات عنيفة اندلعت بعد فجر اليوم الاثنين في عدة مناطق بأرحب مع المسلحين الحوثيين.
وأضاف المصدر ان المواجهات اندلعت في مناطق «بيت قطوان، وبيت صيفان، وبن حاكم، وشعب بني سليمان، وعيال عبدالله» بأرحب، مشيراً إلى ان مسلحين حوثيين شنوا هجمات على تلك المناطق التي يتمركز بها رجال القبائل.
وقال المصدر إن العشرات من القتلى والجرحى سقطوا خلال المواجهات، لكن لم يتسن الحصول على حصيلة بأعدادهم.
والمواجهات في أرحب مستمرة منذ أسابيع بين الجانبين، بينما فشلت جهود لجنة وساطة قادها قائد عسكري.
إلى ذلك، قال الموقع الرسمي لجماعة الحوثيين المسلحة أمس الأحد إن أنصار الجماعة طردوا مسلحين قالوا إنهم ينتمون إلى حزب الإصلاح من عزلة «بني سليمان» بأرحب وقتلوا منهم ثمانية كما أسروا عدداً منهم.
لكن مصادر محلية قالت، أمس، إن المسلحين الحوثيين حاولوا السيطرة على بعض المواقع في منطقة شعب بني سليمان على مقربة من مناطق ذيبان وبني علي، التي سبق وسيطر عليها الحوثيون خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب المصادر، اشتدت المواجهات بين الحوثيين ومسلحي قبيلة أرحب منذ ليلة أمس الأول، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، مشيرة إلى أن المعارك تجددت جراء محاولة عدد من مسلحي الحوثي التسلل إلى منطقة «بيت الوكيب» القريبة من جبل حمران، الذي يسيطر عليه مسلحو الحوثي، بالإضافة إلى محاولة الحوثيين استعادة سيطرتهم على جبل «نسر»، الذي تمكن مسلحو القبائل من السيطرة عليه ظهر أمس الأول.
وأوضحت المصادر أن المعارك بين الحوثيين والقبائل اندلعت أمس في منطقة «بيت الوشر»، وفي محيط جبل «نسر»، حيث هاجم مسلحون قبليون نقطة تابعة للحوثيين، في منطقة بيت الوشر، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
وأضافت المصادر أن المواجهات التي اندلعت أمس أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى سقوط عدد من مسلحي الحوثي أسرى في أيدي القبائل.
وأكد مصدر قبلي أن قتيلين سقطا أمس في صفوف قبيلة أرحب، بالإضافة إلى 4 جرحى، مشيراً إلى أن «قبائل أرحب لا يزالون حتى الآن في موقف الدفاع، ولم يقوموا بشن أي هجوم على الحوثيين، رغم الخروقات المتكررة من قبل الحوثيين بحق أهالي القرى التي تدور فيها المواجهات، وقيام الحوثيين بتهجير العشرات من الأهالي».
من جانبه، اتهم الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين المسلحة، محمد عبدالسلام، من وصفها بـ«العناصر التكفيرية في أرحب، بقطع الطرقات»، وقال إنها أطلقت، أمس الأول، «النار على مجموعة من المسافرين، رغم وجود وساطات ومساعٍ لفك الحصار، وإنهاء المشكلة في أرحب»، مؤكدا سقوط ثلاثة قتلى في صفوف الحوثيين
.
واتهم عبدالسلام الجهات الرسمية بدعم مسلحي قبائل أرحب، وقال: «نحن ندعو كل الحريصين إلى نصح هؤلاء المتغطرسين بالكف عن العدوان وقطع الطريق ونصب الكمائن، فنحن في كل الأحوال سندافع عن أنفسنا، ولن ننتظر من الجهات الرسمية التي تدعم هؤلاء بالمال والسلاح، وتقوم بنقل العناصر التكفيرية من صنعاء وغيرها فوق أطقم عسكرية إلى أرحب، وتسليم نقاط أمنية وعسكرية للعناصر التكفيرية كي تمارس بحقنا العدوان وقطع الطريق».
ونفى عبد السلام وجود أي نية للحوثيين للهجوم على صنعاء، وقال: «لا يوجد توسع ولا هجوم على صنعاء، ولا أرحب، ولا غيرها من الأكاذيب والإرجاف الساذج، فمن سيتحرك الآن لمنع العدوان علينا، حتى لا يقال في المستقبل توسع وتمدد وهجوم على صنعاء». حد قوله.
وأشار عبد السلام إلى أن الوساطة في محافظة الجوف نجحت في حل المشكلة بين الحوثيين وقبائل دهم، وفتح الطرقات.
من جانبها، اتهمت قبيلة أرحب –في بيان لها أمس- الحوثيين بالهروب من التزاماتهم تجاه الوساطة الرئاسية والقبلية، وقالت إن الحوثيين يخططون لتهجير جديد في مديرية أرحب، بعد أن هجروا أبناء دماج، والعديد من قبائل صعدة.
ودعا البيان الرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة إلى تحمل مسؤوليتهم في الدفاع عن أبناء قبيلة أرحب، متهماً الحوثيين بعدم التجاوب مع جهود الوساطة الرسمية والوساطات القبلية، التي ألزمت الحوثيين بمغادرة أرحب بشكل نهائي.
وأكد البيان أن أبناء قبيلة أرحب سيدافعون عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم مما وصفه البيان بــ«الغزو الإرهابي الحوثي».
وأشار مصدر محلي إلى أن الحوثيين والقبائل في أرحب يستخدمون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة خلال المواجهات الدائرة بينهم، وقال إن وساطة قبلية يقودها عدد من وجهاء أرحب أبلغت الطرفين أمس برغبتها في التوسط لحل النزاع، ووقف الحرب بين الطرفين، مؤكدا أن الوساطة جاءت بناءً على طلب الحوثيين، كي يتمكنوا من إخلاء جثثت قتلاهم من ساحات المواجهات.
وقلل مصدر قبلي من أهمية الوساطة، مشيراً إلى أن الحوثي يسعى من وراء ذلك إلى الحصول على مزيد من الوقت لطلب الإمداد، وتحصين مواقعه.