تمثل محافظة الحديدة أهمية بالغة للمتمردين الحوثيين، الذين سبق أن طالبوا بضمها إلى إقليمهم في نطاق تقسيم اليمن إلى أقاليم فيدرالية، وذلك لتأمين التواصل عبر البحر مع إيران وتلقي إمدادات السلاح لهم عبر مينائها.
فمحافظة الحديدة تقع غربي العاصمة صنعاء على بعد 226 كيلومترا، وتضم ثاني أكبر ميناء يمني في منتصف الساحل الغربي للبلاد على البحر الأحمر.
ويعد الميناء الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.
وتسهل السيطرة على المدينة ومينائها من قبل الحوثيين السيطرة على هذه الجزر، كما تمثل تهديدا الملاحة البحرية في باب المندب أو في قناة السويس وفرض استراتيجية بحرية على دول المنطقة والعالم.
كما يعد مطار المدينة، من أهم المطارات اليمنية ويوجد فيه عدد من الطائرات العسكرية والمدنية، فيما تنتشر في الحديدة العديد من المعسكرات والألوية ومنها دفاع جوي ودفاع ساحلي وقوات بحرية.
كما يمكن للمحافظة أن تلعب دورا محوريا في استعادة القوات الشرعية العاصمة صنعاء نظرا لقربها منها.
في غضون ذلك، يرى مراقبون أن قصف ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيين، سيؤدي إلى فقدان المنفذ البحري الذي كان يغذي العاصمة صنعاء معقل الحوثيين، بالوقود ومواد التموين.
ويمثل الهجوم على الحديدة مفاجأة للحوثيين الذين يصرفون جهودهم للدفاع عن مواقع لهم في محافظات أخرى بوسط وجنوب البلاد مثل إب وتعز ومأرب.
ويقول محللون عسكريون إن التعويل في استعادة صنعاء على التدرج بالمعارك من الجنوب باتجاه العاصمة أمر مستبعد يستهلك الكثير من الجهد والوقت، لذلك من المتوقع أن يتم فتح جبهات جديدة يتم الانطلاق منها وقد يكون أفضل المواقع لذلك محافظة الحديدة.
ومن هذا المنطلق لا يستبعد أن يكون قصف بوارج التحالف لمواقع الحوثيين بالحديدة بمثابة تمهيد لانقضاض القوات الموالية للشرعية على تلك المواقع.
ويرجح مراقبون ومحللون عسكريون، أن قوات التحالف اتجهت لتحرير المحافظات الساحلية في شمال اليمن وجنوبه، في إطار سعيها لإحكام السيطرة على كافة المنافذ البحرية، وذلك لتمهيد الأرض للوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها العاصمة صنعاء.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك