ارتكبت مليشيات الحوثي خلال رحلتها للسيطرة على اليمن العديد من الانتهاكات بحق معارضيها وكل من يعترض طريقها.
وبدأ سجل تاريخ جماعة الحوثي الأسود في مجال حقوق الإنسان من مدينة دماج في محافظة صعدة، عندما قامت بتهجير سكانها على أساس مذهبي بعد حصارهم وقتلهم في مساجدهم وبيوتهم، ثم قامت في طريق رحلتها إلى صنعاء بقتل معارضيها وتفجير منازلهم وتهجير عائلاتهم إلى مناطق أخرى. ودشنت سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في شهر سبتمبر من العام الماضي باعتقالات جماعية للناشطين والصحافيين وحتى قيادات الصف الأول للأحزاب السياسية، وقامت بحصار رئيس الجمهورية وحكومته وفرض الإقامة الجبرية عليهم في سابقة هي الأولى في تاريخ اليمن.
كما قامت بحظر الفعاليات والأنشطة السياسية وكذلك المسيرات والمهرجانات المعارضة لها، ونفذت موجة اعتقالات طالت طلاب الجامعات وأئمة المساجد وفرضت خطباء مساجد بالقوة في جوامع صنعاء وذمار وإب وتعز.
تنفيذ أجندة
ونهاية شهر مارس من العام الجاري، وبعد أن أكملت سيطرتها على معظم المحافظات الشمالية، جيشت مليشيات الانقلاب باتجاه المحافظات الجنوبية سعياً منها للسيطرة على كل اليمن لتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، غير مبالية بما ستحدثه من شرخ مجتمعي وإثارة النعرات المناطقية والمذهبية.
ودفعت بالآلاف من عناصر مليشياتها وقوات الحرس الجمهوري الذي يدين بالولاء للرئيس المخلوع علي صالح سابقاً باتجاه محافظة عدن لترتكب هذه المليشيات في طريقها إلى عدن جرائم حرب في حق المدنيين بلحج وأبين والضالع، إذ قصفت القرى والمدن بمختلف أنواع الأسلحة واحتلت منازل السكان وحولت المرافق الحكومية إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة وأجبرت السكان على الرحيل تحت تهديد السلاح والحصار.
وعند وصول طلائع قواتها إلى عدن تصدت المقاومة الشعبية لها بكل استبسال وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ما أوقف زحفها التوسعي، فلجأت إلى ارتكاب جرائم حرب وقامت بقصف المدن الآهلة بالسكان بكل أنواع الأسلحة غير مبالية بطبيعة الشوارع والحارات في عدن واكتظاظها بالسكان، ما تسبب في مقتل المئات من المدنيين الأبرياء وتدمير شبه كامل للبنية التحتية.
كما قامت بفرض حصار خانق على السكان بهدف إجبارهم على الاستسلام من خلال قطع الكهرباء وتدمير خزانات المياه وتسميمها بهدف إشاعة الفوضى والرعب في صفوف أهالي عدن حتى يعلنوا الاستسلام.
أوضاع استثنائية
وفرضت مليشيات الحوثي أوضاعاً استثنائية في عدن ولحج وأبين، وارتكبت انتهاكات واسعة بحق المدنيين لا تزال آثارها قائمة إلى الآن، ولكن بفضل المقاومة وقوات التحالف العربي استعادت عدن ولحج وأبين عافيتها وبدأت تعود إلى حياتها الطبيعة، ولم يتبق من انتهاكات مليشيات الحوثي إلا ذكرى مريرة تحكي حكاية جماعة مسلحة قادمة من كهوف جبال مران لتنفيذ أجندة إيران، وملفات حقوقية رصدت الانتهاكات ووثقتها بهدف تقديمها للمحاكم المحلية والدولية.
مليشيات الحوثي لا تزال حتى اليوم ترتكب انتهاكات يومية ومتواصلة لحقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها، إذ تقصف المدنيين في تعز بشكل متواصل، وتعتقل الناشطين في صنعاء وتستخدمهم كدروع بشرية، وتعدم قيادات معارضة، وتفرض حصاراً خانقاً على كل المدن والقرى التي لا تخضع لسيطرتها في الشمال.
العام الأسواء
كان العام الماضي هو الأسواء في تاريخ اليمن، إذ ألحقت مليشيات الحوثي وصالح بالشعب اليمني خلال عام من سيطرتها على العاصمة صنعاء ضرراً بليغاً وخسائر اقتصادية كبرى وشرخاً مجتمعياً يتوسع كل يوم، وقتلاً وموتاً وصل إلى كل منزل وقرية، ما جعل نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اليمني خالد محفوظ بحاح يصف العام السابق بأنه عام النكبة والكارثة على الشعب اليمني بسبب ما ارتكبته مليشيات الحوثي من انتهاكات جسيمة في حق المدنيين دون أي سبب يُذكر، وقال بحاح على هامش لقاء جمعه بالصحافيين في عدن إن الأجيال المقبلة ستلعن هذه المليشيات عندما لا تجد إجابة لماذا دشنت حربها ضد الشعب اليمني دون سابق إنذار ودون سبب يذكر؟!.
توضيح
أوضح ممثلو المجتمع المدني خلال لقاء جمعهم مع ممثلي منظومات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعنية بحماية حقوق الإنسان على هامش الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أن آلاف الضحايا من المدنيين سقطوا بسبب القصف العشوائي الذي تعرضت له الأحياء السكنية والمدنيين في عدن وتعز ومأرب وصنعاء. وكشف الوفد عن أعمال الحصار لمدن بكاملها ومنع وصول مواد الإغاثة والأعمال الإنسانية وقصف المنشآت الصحية والاعتداء على العاملين في المنظمات الإنسانية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك