روى العميد ناصر مشبب، قائد القوات الإماراتية المشاركة في التحالف العربي ضد الحوثيين، يوم أمس السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول، تفاصيل المعركة التي أدت إلى سيطرة التحالف على مضيق باب المندب وطرد الحوثيين منه.
وقال ناصر خلال زيارة نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح لمعسكر قرب باب المندب للتحالف العربي: "تم تكليفنا من قبل قيادة التحالف العربي باستعادة باب المندب، وتم التخطيط للعملية براً وبحراً وجواً، وتمت مفاجأة العدو واستعادة هذه المواقع الاستراتيجية خلال 5 ساعات". من جانبه قال بحاح: "لم يعد أمام الحوثيين أي فرصة للمغامرات السياسية والعسكرية".
وأضاف "هناك مغامرات تمت من قبل الحوثيين و للقضاء على مقدرات الدولة، ونحن الآن في المعركة لاستعادة الدولة"، مضيفاً "لن تكون هناك أي فرصة للمغامرات السياسية والعسكرية وهذه رسالة أخيرة للحوثيين وحلفائهم".
ورأى مراقبون ومحللون أن الانتصارات الأخيرة في مأرب وباب المندب تمهدالطريق نحو تحرير العاصمة صنعاء من الميليشيات. وقال الدكتور عبد الباقيشمسان أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، إن استعادة مضيق بابالمندب، وسيطرة الجيش والمقاومة الوطنية المدعومة من دول التحالف العربي لهأكثر من أثر واقعي ودلالة رمزية.
وأضاف شمسان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن«السيطرة على الممر الحيوي رسالة للخارج قبل الداخل الذي وضع كثيرًا من التحفظات على الحسم العسكري والتوجه نحو التسوية بغض النظر عن تحقيقالأهداف التي تأسس عليها تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية»، مشيرًا إلىأن استعادة مضيق باب المندب يرفع من منسوب الثقة بالجيش والمقاومة الوطنيةوالتحالف العربي على حماية الملاحة الدولية، وهو ما يعطيها موقفا تفاوضياقويا من خلال تقليل مخاطر الصراع.
ولفت شمسان إلى أن تحرير هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة يمهِّد الطريقلتطهير ما تبقى من مناطق في محافظة تعز الواقعة وسط البلاد، التي تمثلموقعا استراتيجيًا في معادلة الصراع على مستوى الجغرافيا والسكان، ويمكنلذلك أن يوقف نزيف الدم والدمار والفوضى التي جلبها الانقلابيون إلى المدنالتي احتلوها سواء في الشمال أو الجنوب. ويعتقد شمسان أن الهزائم الأخيرة للانقلابيين ستغير من مواقع القوى في فضاء الصراع العسكري والسياسي، علاوةعلى إضعاف معنويات الانقلابين وحليفتهم إيران التي راهنت على قدرتها علىالتحكم بالممر المائي الدولي وتهديد دول المنطقة من خلال ذلك.
ويقع باب المندب غرب البلاد، وهو البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وقد كانخلال العصور التاريخية سببًا للصراع الدولي بين القوى الاستعمارية الكبرى،خصوصا فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، باعتباره مصدر تحكم بين الشرق والغرب،ويبلغ اتساع مضيق باب المندب 23.2 كيلومتر فيما بين رأس باب المندب شرقاورأس سيعان غربا، وتطل ثلاث دول على المضيق، هي اليمن وإريتريا وجيبوتي،غير أن اليمن يتحكم في الممر الدولي، عبر جزيرة ميون التي لا تبعد عناليابسة اليمنية سوى 4.8 كيلومتر، فيما تبعد عن الساحل الأفريقي 33 كيلومترًا.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك