الكثير من قادة "الحراك الجنوبي" لم يبدأوا عام 2008 في مهاجمة "الشمال" كجغرافيا ومهاجمة "اليمن" كهوية لأن لديهم قناعات حقيقية مضادة لـ"الشمال" و"اليمن" بل لأنهم لم يجرؤوا حينها على انتقاد علي عبدالله صالح كـ"شخص" حوَّل النظام (و"الدولة") الى "مؤسسة" شخصية ولم يجرؤوا على انتقاد "أسرته وحلفائه الشخصيين" كأسرة وحلفاء شخصيين أرادوا التحول الى "نظام حكم" كامل الصلاحيات ومطلق الرغبات.
كانوا يدركون أن علي عبدالله صالح وحلفاءه من بيت الأحمر لا يمثلون شمال اليمن ولا شرق اليمن ولا غرب اليمن ولا جنوب اليمن بل يمثلون أنفسهم. كانوا يدركون أن هذه العصابة المحسوبة ظلماً وعدواناً على الشمال ليست عصبة أي جهة في اليمن ولا عصبة أحد سوى نفسها. كانوا يدركون أن شمال اليمن، مثله مثل جنوب اليمن وغرب اليمن وشرق اليمن، بلا عصبة ولا قوة ولا حَيْل. كانوا يدركون أن علي عبدالله صالح وكل أركان نظامه لا يحترمون الشمال بقدرما لا يحترمون الجنوب. كانوا يدركون أن "الشمال" (و"اليمن" كله) هو الجدار القصير جداً.. والفريسة السهلة جداً أكثر من الجنوب وأكثر من أي جهة وأي بلدٍ آخر. كانوا يدركون أن "الشمال" هو الجهة التي حين سيهاجمونها، لن يرد عليهم منها أحد: لماذا هاجمتم الشمال؟! وكانوا يدركون أن "اليمن" هو البلد الذي حين سيبصقون عليه، لن يسألهم أحد فيه: لماذا بصقتم على هذا البلد؟!
ولهذا بصقوا عليه بكل ما أوتوا من قوة وكل ما أوتوا من بصاق دون أن يدركوا أن بصاقهم مهما بلغت قوته ومهما بلغ مداه لن يصل أبداً الى وجه اليمن.. بل الى وجوههم.
من صفحة الكاتب على فيسبوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك