لا أحد يلوم الذئب،. لكن الذئب ليس صديقا أيضا. قال لي: لا يمكنك أن تلوم "توتال" الفرنسية على سرقتها للغاز اليمني إن كانت الدولة اليمنية ممثلة في نظام "صالح"، هي من مكنتها منه، فكل الشركات التجارية تفعل ذلك إن وجدت الفرصة. قلت: ربما معك بعض الحق، لكن لا يمكن أبدا أن يكون من يسرقك هو صديقك أيضا، ومن حقي أن أنظر للأمر على هذا النحو..
ربما كان مفهوما أن تحرص الشركة الفرنسية على الذهاب بحصة الأسد من بيع الغاز اليمني حين تسنى لها ذلك عبر الصفقة الفضيحة لإنشاء الشركة اليمنية للغاز المسال التي تملك فيها مع شركائها نسبة 80%، إضافة إلى شراءه بسعر بخس هو دولار واحد لكل مليون وحدة حرارية، في حين كان سعره العالمي حينها في 2009 يتجاوز الـ12 دولارا، وهو الآن يتجاوز الـ 20 دولار، أقول أن ذلك كان مفهوما مع كونه فعل حقير أيضا، بالنظر إلى تفريط الجانب الرسمي اليمني الذي كان.
لكن حين تتشبث الشركة ومن ورائها دولة فرنسا ببقاء ذات الأسعار رغم المطالب الحكومية اليمنية المتكررة برفعها، وحين تمارسان الشركة والدولة كل أساليب الضغط على اليمن للرضوخ للأمر الواقع، فذلك لا يعد بأي حال من الأحوال فعل صديق، بل هو قمة العداء الصارخ.. ربما لا يمكن التأكد من الأخبار الصحفية والتي كان آخرها خبر البيان الإماراتية عن عرقلة فرنسية لمشروع قرار في مجلس الأمن بفرض عقوبات على معرقلي العملية السياسية في اليمن.. لكن أن يتحرك القضاء الفرنسي فجأة لتوجيه الاتهام لطيران اليمنية بالقتل غير العمد لركاب طائرة الشركة التي سقطت أو أسقطت في يونيو 2009 بالقرب من جزر القمر رغم الشكوك في صاروخ مناورة فرنسية أنه هو من أسقطها، فهذا الاتهام وفي هذا التوقيت المتزامن مع مطالبات رفع الأسعار هو ليس بريئا بالمرة.. في تاريخ وتقاليد دولة استعمارية كفرنسا مثل هذا الابتزاز الوقح هو أمر مألوف، ربما الجديد فقط هو اكتشافنا الآن أن المستعمرين لا يتغيرون أبدا وأنهم لصوص ووقحون كما كانوا دائما. فلتذهب فرنسا بغازنا الآن، ولنذهب نحن اليمنيون بعداوتها عبر التاريخ.. إن كانت تفضل ذلك.!..
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك