تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة إلى التأكيد بانها مازالت الحليف الأكثر قربا وقوة من الولايات المتحدة الأمريكية وبأنها الأقدر من غيرها على حلحلة الكثير من الملفات والقضايا الرئيسية في الشرق الأوسط ... هذه المساعي تسارعت خلال وبعد الإتفاق النووي بين إيران والغرب وشكل التدخل السعودي في الحرب الدائرة في سوريا بهدف إقصاء نظام بشار الأسد المحطة الأبرز في استعراض نفوذ الرياض كفاعل يمكن الاعتماد عليه إلا أن صمود نظام الأسد "نتيجة الدعم الإيراني والروسي" قد شكل انتكاسة مزلزلة للمساعي السعودية والأمريكية معاً.
وفي أعقاب هذه الانتكاسة لم تجد الرياض أمامها سوى الملف اليمني المعقد لإثبات أنها مازالت دولة إقليمية كبرى يمكن الاعتماد عليها يذكر ان التدخل السعودي في اليمن حالياً لم يكن الأول فقد رعت اتفاق المصالحة عام 2011م ما بين الفرقاء من خلال المبادرة الخليجية، وبالفعل كان المنتظر أن يشكل النفوذ السعودي المتغلغل والقوي في اليمن الدور الأبرز في حلحلة أهم القضايا الخلافية بين الفرقاء وبعيدا عن التدخل المباشر ....
ولكن الرغبة الجامحة في تعويض الإخفاق والفشل في الملف السوري كان قرار التدخل العسكري المباشر في اليمن لدعم حلفائها في مواجهة أطراف يمنية أخرى تعتقد المملكة ان لديهم ارتباطات بالخصم اللدود والمتمثل في إيران ... بالإضافة إلى ما سبق فقد شكل وصول ملك جديد مع طاقمه دافعا إضافيا لإثبات القدرة على حسم القضايا الحيوية التي تهم المملكة وحلفائها.
وبعد مرور ثمانية أشهر من التدخل العسكري لم تحقق المملكة هدفها الأبرز في القضاء على القوات العسكرية الموالية لجماعة الحوثي وللرئيس السابق علي صالح، بمعنى أخر أن صعوبة حسم الحرب المباشرة التي تخوضها المملكة سوف يكلفها حرب إستنزاف طويلة قد تمتد لسنوات على حدودها الجنوبية المحاذية لليمن وهو ما ينعكس سلبا على استقرار البلد والأسرة الحاكم ..........
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك