من النادر حقا أن يظل سياسيٌ في قلب السلطة في بلد عاصف مثل اليمن ولمدة تقترب من نصف قرن! لا بدّ أن يكون هذا الرجل شديد الذكاء! ..وهذه هي الميزة الاولى للراحل الدكتور عبدالكريم الارياني رحمه الله
ثم تأتي الصفة الأكثر ندرةً بين السياسيين في اليمن ..قراءة تاريخ اليمن!
كان الدكتور الارياني يعيش التاريخ! وكانت حساسيته مفرطة تجاه تاريخ الامامة في اليمن
أتذكر أننا كنا على عشاء في منزل رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ والسياسي العتيد محسن العيني بصنعاء ..وكان على شرف كلوفيس مقصود المثقف والسياسي اللبناني الشهير ..وكان ذلك في 2004
ودار الحديث حول ايران ..وإذا بالدكتور الارياني يقول أن ايران أصبحت أكثر خطراً على العرب من اسرائيل في هذه الحقبة من الزمن!
حاولت أن أرد محتجا بأواصر التاريخ والثقافة مع ايران! وقلت أن هوية ايران في معظمها اليوم عربية .. وذلك عبر اللغة والحرف العربي وأوزان الشعر ومقامات الموسيقى. . وقلت ضاحكا أنه حتى تشيّع ايران يظل للعرب وليس لغيرهم! ..وضحك الجميع!
في تلك الأيام لم تكن كارثة الحوثي قد استفحلت ..لكن الدكتور الارياني وكما بدا لي في تلك الساعة كان مدركا لخطورة مايحدث وسيحدث!
واتضح لي في ما بعد أن الكارثة لا يمكن تفاديها أحيانا لمجرد أنك ذكي وتعيش التاريخ! وما ذاك الاّ لأنك في الواقع مجرد حجر في جدار السُلطة!