بدايًة، أود التأكيد على أنني أمقت داء المناطقية وتعصباتها، ولم أكن يوما مناطقيا؛ ولذا لم تتجرأ (العصبية المناطقية) الاقتراب مني؛ لأنني قد عشت طفولتي وشبابي متنقلا في شتى ربوع الوطن اليمني بـ ( قراه ومدنه، وجباله وسواحله).
لكن هذا لا يجردني من الاعتراف بحبي، وخصوصية ذكرياتي لمسقط رأسي (قرية الظاهرة) ومدينتي ( مدينة دمت) وأهلها ومناطقها المتسعة. وفي هذا الصدد، فأننا سكان مناطق التماس المصطنعة، أو المناطق الشطرية السابقة (دمت مثالا)، قد عانينا كثيرًا من ويلات الحروب والصراعات المسلحة، ودفعنا أثمان باهظة، وخاصة إبان سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته !وفي هذا الإطار، ورغم أننا كنا قد استبشرنا خيرا ؛ بنجاة دمت وأهلها من الاستقطاب غير الرشيد، الذي نجم عن الاستئساد والتنمر، اللذين تملكا التحالف ( الحوثي - الصالحي) وما أسفرعنه من اقتتال داخلي ( يمني-يمني)، واستدعاء التدخل والعدوان الخارجي، وحضوره بحصاره وطائراته وصواريخه وبوارجه ! وعلى الرغم مما قيل عن الاستفزازات والممارسات التي ارتكبها بعض مكونات ( المقاومة الشعبية) في دمت، فإنني أندد وأُدين بشدة إسقاط هذا التحالف ( الحوثي- الصالحي) لدمت، واستمرار الاستئساد والتنمر وغياب الرشد الذي تملك هذا التحالف، وما نجم عنه من جعل اليمن (مجتمعا ودولة) لقمة سائغة للمطامع الإقليمية ، وساعد من حيث لا يدري، على تنفيذ الأجندة الدولية ومراميها ! وفي هذا السياق، أذكر بما قلته في أكثر من مناسبة، أنه لا حل إلا ( يمنيا - يمنيا)، ولكن الإشكالية كانت وما زالت، في أن ساستنا، وقادة حركاتنا وأحزابنا قد مكنوا الخارجي من التدخل في شؤوننا، واستلاب قرارنا! وبالتالي المطلوب الآن من (التحالف الحوثي - الصالحي) إدراك ما يحاك للوطن اليمني من مخططات، وما يعانيه شعبنا اليمني جراء الحصار والعدوان والاقتتال! ويبدو أنه لا مناص من تطبيق القرار (الأممي رقم 2216)، واتخاذ خطوات سريعة وصادقة تجاه القوى اليمنية الأخرى، بحيث يحضر (حوار يمني- يمني) ، يتسم بالمصداقية والجدية والاعتراف بالآخر، بمنأى عن استجرار الماضي الثأري أو زرع الكراهية وإعادة إنتاجها!
ختاما، أطالب التحالف (الحوثي- الصالحي) من الانسحاب الفوري من دمت، بل ومن المحافظات والقرى التي تمدد فيها. كما أوجه نداء لأهلنا في دمت و(المنطقة) من ضرورة التماسك، وتجنب كل ما يؤدي إلى الفرقة والتمزق المجتمعي، واستحضار مصلحتنا جميعا، سواء كأبناء دمت أو أبناء اليمن عموما. حفظ الله اليمن من كل مكروه، وجنب أهلنا وشعبنا كل طاغٍ داخلي، وغازٍ خارجي.
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك