لم ينجح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في إقناع نظرائه من القوى العظمى بالانضمام إلى "التحالف الدولي الوحيد ضد الإرهاب"، وبدا أن موقفه مرهون بموافقة الرئيس الروسي بوتين الذي لن يرضى بالتعاون ما لم تغير باريس موقفها من بشار الأسد.
بعد جولة إلى أهم العواصم العالمية، أخفق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في إقناع كل القوى العظمى بالانضمام إلى "التحالف الدولي الوحيد ضد الإرهاب"، الذي دعا إلى إنشائه بعد أيام من هجمات باريس، ولم ينجح سوى في افتكاك وعد بسيط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعقب هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا، ارتفعت شعبية هولاند ثماني نقاط مقارنة بشهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، وفقاً لسبر للآراء أنجزه معهد "بي في أي". ووسط تعاطف دولي كبير، حاول هولاند تشكيل تحالفه الذي باركه مجلس الأمن الدولي بالإجماع.
وكان هولاند مقتنعا بصعوبة تجسيد التحالف الذي يدعو إليه في ظل الانقسام بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ودوره في مستقبل سوريا، غير أن تداعيات إسقاطتركيا طائرة سوخوي 24 الروسية زاد من تعقيد الوضع أمامه.
ويرى مسؤول مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفرنسي للأبحاث الدولية كورنتان بروستلاين أنه من المبكر جدا الحكم على مسعى الرئيس الفرنسي بالفشل، وقال للجزيرة نت إن "اختبار هولاند الحقيقي مرهون بموقف روسيا؛ فإن استمرت في قصف المعارضة السورية سيكون ذلك فشلا يعمقالصراع في المنطقة".
أما الباحث ميشيل غويا، العقيد السابق في البحرية الفرنسية والخبير في النزاعات الدولية، ففسر ضآلة نتائج جهود هولاند بضعف المساهمة الفرنسية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، التي لم تتعد 4% من مجمل الطلعات التي استهدفت التنظيم حتى الآن.
وقال غوبا -على مدونته الشخصية على الإنترنت- "لقد بدا واضحاً أن النية المعلنة في تحطيم داعش لم تكن جدية، وبعد سنة قصدنا الأمم المتحدة، معتقدين بأن ذلك يعطينا القدرة على التكلم بصوت عال في جمعيتها العامة، لقد ذهبنا للحرب والوردة في فوهة البندقية، وكانت الوردة كبيرة والبندقية صغيرة".
بدوره، فسّر الباحث في الشؤون السياسية بسام طيارة فشل هولاند في تشكيل التحالف الجديد بالتباين الكبير في المواقف بين روسيا -التي أصبحت لاعبا كبيرا في المنطقة وتتمسك ببقاء الأسد- وموقف الولايات المتحدة المعاكس له.
ورأى طيارة -في تصريح للجزيرة نت- أن هولاند يحتاج إلى بوتين؛ "فهو تحت ضغوط أمنية واقتصادية ومقبل على انتخابات جهوية مهمة، إنه أمام نفق لا نهاية له إلا بمساعدة من بوتين".
وربط الباحث ضمان هولاند مساعدة بوتين بتعديل موقف فرنسا من الرئيس السوري، فهل يختار هولاند مرغما قبول دور للأسد في سبيل نجاح مشروعه لمحاربة تنظيم الدولة؟
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك