استيقظت المملكة العربية السعودية، صباح يوم أمس الخميس على فاجعة غير مسبوقة ضربت مستشفى منطقة جازان العام خلفت عشرات القتلى والجرحى، بخلاف حالات الذعر والخوف التي ارتسمت على وجوه المرضى؛ حيث تعرّض مبنى المستشفى لحريق يعتبر ثالث أسوأ حريق على مستوى العالم من جهة ارتفاع القتلى والجرحى، وقتل أكثر من 25 كما أصيب أكثر من 120 من المرضى تم نقلهم إلى مستشفيات مجاورة معظمهم في حاله حرجه ؛ ذلك بعد الشكاوى المتعددة من ضعف أدائه وحصوله على نصيب الأسد من الانتقادات، ووسط مواصلة وزارة الصحة توعّكها وتحول مبانيها، أحياناً، إلى عنابر خانقة تفتك بالمرضى الذين استجاروا بها؛ طمعاً في رعاية صحية آمنة تحفظ لهم الحد الأدنى من حياتهم.
وكافحت فرق الإطفاء، في هذا الحادث المؤسف، لأكثر من 5 ساعات في محاولة منها لإخماد الحريق وإخراج المرضى من المستشفى وتحويلهم إلى مراكز صحية ومستشفيات مجاورة، وأظهرت صور ومقاطع فيديو للمستشفى وألسنة النيران والدخان تتصاعد من المبنى، فيما كشفت صور عديدة على مواقع التواصل الاجتماعية صعوبة في إخراج المرضى؛ حيث اضطروا .
وكانت قد روت الممرضة أميرة إسماعيل لـ "سبق" تفاصيل اللحظات الحرجة والصعبة فجر اليوم الخميس، داخل مستشفى جازان العام وبالتحديد بين أطفال قسم الحضانة على بعد أمتار فقط من ألسنة اللهب المتطايرة وسحب الدخان الكثيفة ووسط الظلام الدامس، إذ قامت بدور بطولي أنقذت فيه مع زميلتها أطفال حضانة مستشفى جازان الثمانية ، بعد أن حاصرتهم النيران والدخان خلف أبواب الحضانة.
وبصوت بالغ التأثر تحدثت أميرة إسماعيل الممرضة في قسم حضانة مستشفى جازان لـ"سبق" عما حدث في ساعة الصفر داخل المستشفى وقالت :"في الساعة الواحدة ليلاً ، قالت لي زميلتي إنها تشم رائحة تشبه رائحة الدخان ، فقلت لها إنني لا أشم أي رائحة ، وبعد أن كررت علي كلامها ، خرجت معها من المكان الذي نحن فيه ، فإذا بنا نشم رائحة الحريق تخرج من غرفة المستخدمات التي يوجد فيها أدوات النظافة ، عندها قابلنا حارسات الأمن والسلامة وهن يصرخن "حريق.. حريق.." ويأمرن الجميع بإخلاء المكان".
وتكمل أميرة وصف الحدث المرعب: "في الحال نظرتُ لحضانة الأطفال فرأيت النيران تشتعل من خلف الزجاج في الحضانة ، والدخان يغطي الزجاج ، فأخذت أبكي أنا وزميلتي إلا أنني تمالكت نفسي ورفضت ترك المكان ، وطلبت من الأمن كسر باب الحضانة ودخلت للحضانة التي يوجد بها 7 أطفال وعلى الفور وضعت 4 أطفال في " شرشف " وجعلته على شكل "مهاد" وطلبت من الحضور إخراجهم بسرعة خارج المستشفى".
وتضيف: "ثم حملت أحد الأطفال وسلمته لزميلتي وأخذت الثاني وسلمته لأحد الموظفين ، فيما حملت الثالث وخرجت به من الحضانة ، ثم ذهبت للعناية المركزة وتفاجأت بأن الباب مغلق عليهم وليس لديهم علم بالحريق ، فطرقت الباب عليهم فخرجوا ، وأخرجوا الطفل الذي في العناية معهم ، وتم إخراج جميع الأطفال وكلهم بصحة جيدة ولله الحمد".
وتابعت: "للأسف حينما شاهد الموجودون النار والدخان يغطي الحضانة ، أشاع الناس أن الأطفال في الحضانة محتجزون ، والحقيقة أننا بفضل الله أخرجناهم كلهم وهم بصحة جيدة".
وواصلت أميرة حديثها، وعن شعورها وهي تشاهد هول الفاجعة "أكثر شيء أثر في نفسي هو منظر الجثث والمصابين ، خاصة من كبار السن وهم يصرخون داخل النيران ، ويطلبون نجدتهم، لقد أرعبني المشهد وأستحضره حتى الآن ولم أستطع النوم من شدة الموقف".
ويُعتبر حريق مستشفى جازان العام الكارثة الصحية الأسوأ في المملكة العربية السعودية، كما يُعتبر القطاع الصحي السعودي من القطاعات المثيرة للجدل؛ نظراً لانخفاض جودة الخدمات المقدمة في الكثير من مستشفيات المملكة، على الرغم من الإمكانيات الهائلة المقدمة لوزارة الصحة ومجانية العلاج، إلا أن الأموال وحدها لا تكفي للوصول إلى مستوى مُرضٍ للمواطنين وللرقي بالقطاع الصحي في السعودية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك