يتمسّك المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بمحاولة إنقاذ محادثات السلام اليمنية وتأمين انعقاد جولة جديدة على الرغم من تأجيلها بعدما كان مقرراً أن تستأنف اليوم الخميس، وهو ما سعى إلى تحقيقه خلال زيارته إلى صنعاء ولقائه الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وتوضح مصادر في العاصمة اليمنية لـ"العربي الجديد"، أن ولد الشيخ أحمد، وأثناء زيارته إلى صنعاء، عقد اجتماعاً مع الوفد المشترك للحوثيين وحزب صالح المتحالف مع المليشيات، وأبلغهم بخطة الأمم المتحدة لعقد جولة المشاورات المقبلة بما يؤدي إلى وقف إطلاق النار ونشر مراقبين يشرفون عليه.
ووفقاً للمصادر، فقد طالب ولد الشيخ أحمد الانقلابيين بضرورة القيام بإجراءات لـ"بناء الثقة" من شأنها أن تساعد في التحضيرات، وتحديداً في ما يخص أبرز المعتقلين السياسيين في سجون الجماعة والحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثيين وحلفاؤها على مدينة تعز، وبات عنواناً يتصدّر أولويات أي نقاش سياسي مع التدهور المستمر للوضع الإنساني في المدينة. كما طالب المبعوث الأممي الطرفين بعدم نقل تفاصيل اللقاءات إلى وسائل الإعلام.
الانقلابيون من جهتهم أبلغوا المبعوث الأممي تمسّكهم بشروطهم السابقة لأية جولة محادثات جديدة أو إجراءات من شأنها إطلاق سراح المعتقلين، وأن المشاركة بالمشاورات المقبلة مرتبطة بإقرار وقف كامل لإطلاق النار، كما عبّروا عن عدم ثقتهم بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ وعودها وضماناتها الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار.
وفي ختام اللقاءات، أعلن المبعوث الأممي أنه طرح أثناء لقائه برئيس "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، ومجموعة من السياسيين في صنعاء، خطة عمله "ومساعي الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل والدائم". وأكد أنه "حرص على التواصل مع الجهات المعنية من أجل التحضير لجولة جديدة من مشاورات السلام تنقل اليمن إلى مرحلة السلم والأمان".
في مقابل ذلك، ترى مصادر سياسة أخرى محسوبة على الشرعية اليمنية أن "طريقة تعامل تحالف الانقلاب مع ولد الشيخ أحمد في هذه اللقاءات تدل على تمييع زيارته، وتؤكد مساعي المليشيات لإفشال المحادثات المقبلة قبل أن تبدأ، مع توزيع الأدوار بين صالح والحوثيين". وفي السياق، يقول مصدر سياسي لـ"العربي الجديد"، إن صالح والحوثيين يريدون أن يُظهروا للمبعوث الأممي أنهم مختلفون، ويظهر الأمر من تنقلات ولد الشيخ أحمد بينهم، وكأنهما طرفان في الأزمة، وليسا حلفاء في الانقلاب، وهي طريقة من طرفي الانقلاب لتمييع مساعي ولد الشيخ أحمد لإحلال السلام في اليمن وإنجاح المحادثات المقبلة".
لكن مصادر أخرى ترجّح أن "مساعي الحوثيين والرئيس المخلوع لإطالة مدة بقاء المبعوث الأممي، قد يكون وراءها أهداف عسكرية، منها السماح للمليشيات بنصب منصات إطلاق صواريخ وتخزين أو إخراج أسلحة وآليات عسكرية، مستغلين تخفيف طيران التحالف غاراته في صنعاء نظراً لتواجد المبعوث الأممي فيها".
ويزيد تأخر ولد الشيخ أحمد في صنعاء الأزمة اليمنية غموضاً وتعقيداً، لا سيما في الموقف الذي طرأ على الانقلابيين، وسكوت المبعوث الأممي ومن خلفه الأمم المتحدة ومجلس الأمن، عن استمرار رفض المليشيات تطبيق القرار الأممي 2216، واتفاقيات إجراءات الثقة، مع رفض المليشيات حتى الآن السماح للمبعوث الأممي بزيارة المعتقلين، وبينهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وشقيق هادي اللواء ناصر منصور هادي.
ويتسبب رفض المليشيات زيارة ولد الشيخ أحمد للمعتقلين، بخلق الكثير من الجدل حول مصير هذه القيادات، لا سيما في ظل اتهامات عن قيام المليشيات بتصفية هؤلاء القادة قبل فترة. كما أن زيارة الوفد الأممي لصنعاء تزامنت مع تصعيد المليشيات لهجماتها على مناطق ذي ناعم والعقله في البيضاء، وعلى مناطق حزم العدين في إب، إضافة إلى هجمات عسكرية على شمال وشمال غرب الضالع التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أربعة أيام متواصلة. وتزامن ذلك مع هجوم لقوات الشرعية في محيط العاصمة صنعاء، لا سيما في مديرية نهم، أكبر مديريات صنعاء، وأحرزت تقدّماً في معركة الجبال بمساعدة طيران التحالف، مع تركيز غارات التحالف في محيط صنعاء نظراً لتواجد الوفد الأممي في العاصمة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك