لو كان لدينا جيش وطني يمني يعرف معنى الوطنية ويتمتع بالولاء الوطني التام وتربى تربية حقيقية على حب اليمن وتيقن ان وجوده يقتضي حماية اليمن ومصالحها ، لما حدث كل ماحدث في اليمن من مشاكل وإنقلاب وزعزعة أمن واستقرار وتفشي للارهاب ومصادرة للدولة ، إذ يعتبر سبب كل مايجري ومايحدث جوهره عدم وجود جيش وطني .
مشكلة اليمن الكبرى هي عدم تحقيق أحد أهداف ثورة السادس والعشرون من سبتمبر الذي يقتضي "بناء جيش وطني قوي " ، فالجيش الذي تم بناءه منذ قيام الثورة حتى تحقيق الانقلاب الحوثي هو جيش يوالي الفرد ويقدس المصلحة الشخصية ويتمتع بالعصبية والمناطقية والعنصرية والمحسوبية ، ولو لم يكن كذلك لما أصبح الضابط برتبة عميد تخرج من الكليات العسكرية يتبع وينفذ أوامر فرد حوثي لم يتعلم إلا طريقة مضغ البردقان ، وهذا الامر اكبر شاهد على عدم وجود جيش وطني يحترم ذاته ويحترم وطنه ويقدر مصالح شعبه وامته .
مادام ان السبب الرئيسي لكل مايحدث في اليمن هو عدم وجود جيش وطني ، فأن الحل الرئيسي هو وجود جيش وطني يحرر اليمن حالياً من الانقلاب الحوثي ، ويحمي اليمن بعد التحرير من الارهاب وكل مايزعزع الامن والاستقرار .
قد يقول الكثير ان الحل في اليمن حالياً يتطلب حل سياسي بين الاطراف المتنازعة ، واعتقد ان هذا الحل يحتاج إلى جيش وطني ليحميه ويرغم الجميع على التنفيذ ويوقف الكل عند حدودهم ، مالم فأن اليمن لن يستقر في ظل غياب جيش وطني ، واذا كان الحل هو عودة مؤسسات الدولة فأن تلك المؤسسات تحتاج إلى جيش وطني ليحميها ، مالم فأن الدولة ستظل مهددة بأي انقلاب آخر وضحية لسياسات وتدابير اطراف القوى التي تطمع للحكم وعودة السيطرة عليها بأنتهاج طرق تؤدي إلى عدم استقرار تلك المؤسسات وسير مسارها الادراي ونجاح خططها الاستراتيجية .
لا تحدثونا اليوم عن اعادة الاعمار في اليمن ولاتحدثونا عن المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية والمشاريع الكبيرة والعملاقة ، ولكن حدثونا عن بناء جيش وطني قوي فهو الكفيل الحقيقي لتقدم اليمن اقتصادياً وتنموياً وهو الضامن لتحقيق استقرار سياسي وأمني ، وهو العامل الأقوى لتحرير اليمن داخلياً والحفاظ عليها بعد التحرير ، وهو الذي سيحمي الوحدة والثورة والدولة والمواطن ، اعطوا اليمن جيش وطني قوي تعطيكم يمن قوي .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك