يعبر المشهد الجاري في هذه اللحظات داخل البرلمان التركي، عن السبب الأساسي، والذي ساهم في إجهاض حركة الانقلاب التي جرت، ليل الجمعة السبت؛ إذ حسمت كل المداخلات موقفها الواضح والموحّد ضدّ أي محاولة من العسكر للعودة إلى الحكم، وأكدت أن إنجازات الديمقراطية التي حققتها تركيا خط أحمر، لن تسمح الأحزاب السياسية، مهما فرقتها الاختلافات، على تجاوزها.
مواقف جاءت في كلمات عبر عنها بداية رئيسا البرلمان والحكومة، ثم زعماء الأحزاب المعارضة الرئيسية، حزب "الشعب"، كلجدار أوغلو، و"الحركة القومية"، دولت بهجتلي، وحزب "الشعوب الديمقراطي". فيما كان رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار، والذي لعب دوراً بارزاً في إجهاض الانقلاب، يتقدم الصفوف الأمامية وينصت للكلمات.
وقال رئيس البرلمان التركي، إسماعيل كهرمان، إن يوم أمس، 15 يوليو/ تموز، "سيبقى يوماً للعرس الديمقراطي" في بلاده، داعياً الجميع إلى الحفاظ على أعصابهم، ومشدداً على أن "اليوم هو للتلاحم ومداواة الجراح".
وأوضح المتحدث ذاته أن "الانقلابيين سينالون جزاءهم العادل في أقرب وقت"، مبرزاً أن "محاولة الانقلاب استهدفت المبادئ العليا التركية، إلا أن تعاون جميع أطياف الشعب أفشل المحاولة بعزم وجسارة وشجاعة"، مضيفاً: "البارحة سطر أبناء الشعب التركي أسماءهم بأحرف من ذهب، بغض النظر عن اختلافاتهم في وجهات النظر السياسية"، مبرزاً أن "الشعب هو القوة الوحيدة الحاكمة في هذه الدولة".
وعبر رئيس البرلمان عن ثقته "بقدراتنا وإمكاناتنا للعودة لما كنا عليه قبل الليلة الماضية"، في الوقت الذي وصف رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، "منفذي الإرهاب" بأنهم "انقلابيون وخونة وليسوا جنوداً"، في مقابل ثنائه على الجنود الذين وقفوا إلى جانب الديمقراطية، واصفاً إياهم بأنهم "صلاح الدين".
وذكر يلدريم أن "جميع الأحزاب قالت لا للانقلاب"، كاشفاً أن مبنى البرلمان قصف أول من أمس مرة في تاريخ البلاد.
بدوره، أكد رئيس حزب الشعب، كلجدار أوغلو، أن "تركيا دفعت ثمناً غالياً من أجل الديمقراطية، وسندافع عنها بكل ثمن".
وأشار إلى أن "الشعب خرج أمس للشوارع لمواجهة الانقلاب، بعدما دفعنا ثمناً غالياً للوصول للديمقراطية"، مشدداً على أن "الجمهورية التركية أنشئت بالدم والدمع والألم، والكفاح الذي كافحناه مشهود في كل العالم".
وشدد كلجدار أوغلو على أنه "يجب أن ندافع عن الديمقراطية حتى لو اختلفنا مع من يتولى السلطة".
ولم يتردد المتحدث في وصف تحرك، أمس، بـ"الانقلاب"، بحيث ذكر أن "ما حدث في الأمس انقلاب حقيقي موجه ضد ديمقراطيتنا"، مضيفاً أن "الديمقراطية هي استعلاء الحقوق على كل المجموعات، وهي حرية الفكر والصحافة، وهي القضاء المحايد، كما تعني حرية الفكر والتفكير والمعتقد، وهي تعني كذلك الدفاع عن القيم المشتركة".
إلى ذلك، دعا نائب رئيس حزب "الشعوب الديمقراطي" إلى ما سماه "حل المسألة الكردية"، مبرزاً أن "محاولة الانقلاب استغلت تجاوزات الديمقراطية، وأن "السياسة غير الديمقراطية فتحت المجال لما حصل بالأمس".
وأورد المتحدث: "على الحكومة والحزب الحاكم، وكل الأحزاب، التوحد خلف حماية الحرية وتقوية الديمقراطية، وإلا الانقلابات ستتكرر".
وفي السياق ذاته، قال رئيس "الحركة القومية"، خلال الجلسة ذاتها، إن ما حصل، أمس، كان "خيانة وإرهاباً دموياً حقيراً"، مؤكداً أن "بعض الخونة تسللوا إلى الجيش وعلينا أن نعاقبهم".
وفي ختام الجلسة، دعا كهرمان ممثلي الأحزاب والمشاركين في الجلسة الاستثنائية للبرلمان إلى شرب القهوة، كما صدر بيان موحد للبرلمان التركي، أكد على تمثيله "إدارة الشعب وإرادته، ونلعن محاولة الانقلاب".
وبالتزامن مع الجلسة، تظاهر الآلاف أمام مبنى البرلمان تعبيراً عن رفضهم تحرك مجموعة من الجيش لإسقاط النظام، ودعماً للشرعية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك