ظل نظام صالح يدير حكمه بالأزمات ويخلص نفسه من مآزق الفشل بالحروب . أخذ الحكم يتحول عند قيادته الى احتراف . واحتراف الحكم يفرض بالنتيجة سلطة بابوية مهيمنة ، كل أدواتها قمعية . ليس بالضرورة ان يكون القمع هنا ماديا بالمطلق ، فالقمع المعنوي ، الذي يجرد الفرد من حرية الفعل حتى في حرم مكانته وسلطته الاجتماعية ، هو الأكثر فعالية بالنسبة لهذا النوع من السلطة .
هذا النوع من السلطة التي تُمارس القمع المعنوي تتنوع حيلها ، حتى ان من يقودها لا بد ان يكتسب مهارات عالية في الشطارة والفهلوة التي يجري تصنيفها مجازا بالدهاء ... ويكون قد استوعب بدقة خارطة الرغبات والطموح والاحلام لدى الدولئر القريبة منه والبعيدة ليستخدم ذلك في تكوين عاصفة نفسية تتفاعل بهدوء وتحفز بانتظار القرارات الدورية للقائد .
تنشغل هذه السلطة مع مرور الزمن بحاجة منتسبيها والموالين لها ويصبح ذلك هو همها الأساسي حتى ان المجتمع المطحون بمشاكله الاجتماعية والمعيشية يجد نفسه مستغرقاً في هذ الهم الذي لا ناقة له فيه ولا جمل . تسوء احواله فيقبل التبرير الذي يأتيه من السلطة بان القات مثلا هو سبب التخلف ولا يسأل اذا كان هذا هو السبب عند السلطة فلماذا تبقي عليه ، او ان المعارضة ضعيفة او ان الخارج يتآمر على الوطن .. الى غير ذلك من التبريرات التي تختفي وراءها السلطة باعتبارها السبب الرئيسي لتدهور المجتمع .
لم تتوقف هذه الفهلوة وإنتاج الحيل على زمن الحكم والسلطة فحسب بل امتدت الى هذا الزمن الذي لم يعد جديرا بأحد ان يزاول فيه نفس الفهلوة على بلد يتدمر ..اليوم يعاد انتاج مجلس النواب بطريقة مهينة لذاكرة المجتمع ، فهل يقبل الناس هذه الاهانة بعد كل هذا الدمار الذي الحقته الفهلوة بهذا البلد ؟؟
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك