"المجلس السياسي الأعلى" قفزة كبيرة في طريق الحرب، وليس خطوة نحو السلام.
ولا أخفي أسفي على بعض من قادتهم عواطفهم النبيلة والمنفلتة إلى ميدان السبعين، أو من طاشت كتاباتهم لتعتبر أن تأييد المجلس سيجنبهم ويلات الحرب وسينهي الصراع.
لا يريد صالح ولا الحوثي من المجلس السياسي إنهاء الحرب، بل تأسيس شرعية شعبية لحرب طويلة ودامية.
ولا يريدون من المجلس بناء حل سياسي للأزمة، وإنما المضي في تعطيل السياسة و إقصاء كل القوى السياسية والإجتماعية التي لا تتفق مع سياسة الغلبة والانقلاب.
فإذا أضفنا الى ذلك أن كل دول العالم تقريبا رفضت الإعتراف بالمجلس واعتبرته تقويضا لمساعي السلام، فإن الإصرار عليه لن يؤدي إلا الى عزلة دولية قاتلة سيدفع ثمنها كل من يعيشون في مناطق سيطرة الحوثي-صالح.
الحل السياسي يتطلب شراكة كل الأطراف ونزع أسباب الصراع بما في ذلك ايقاف المواجهات العسكرية والانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة.
لم يكن السبعين أمس طريق سلام وسياسة، بل قاعدة إنطلاق لحرب أطول، وتحشيدا معلنا لمقاتلين وضحايا جدد في جبهات القتال العبثية.
اما اعلان المجلس السياسي فليس إلا الجانب السياسي المتأخر لإنقلاب 21 سبتمبر بعد ان استنفذ الجانب الحربي أغراضه.
ولو كان للجماهير الحرية في الاحتجاج لخرجت تطالب بإلغاء المجلس السياسي وكل الإجراءات المنفردة والعودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة كل آثار كارثة 21 سبتمبر.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك