عزل مجلس الشيوخ البرازيلي الرئيسة اليسارية ديلما روسيف من منصبها يوم الأربعاء لمخالفتها قوانين الميزانية لينهي مساءلة أحدثت استقطابا في الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية وشللا في العملية السياسية منذ تسعة أشهر.
وصوت أعضاء المجلس بواقع 61 إلى 20 لصالح إدانة روسيف لاستخدامها على نحو غير قانوني أموالا من بنوك حكومية لتعزيز الإنفاق العام مما ينهي 13 عاما من حكم حزب العمال اليساري لأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
ومن المقرر أن يؤدي نائب الرئيسة ميشيل تامر الذي يدير البلاد منذ وقفها عن العمل في مايو أيار اليمين الدستورية رئيسا للبلاد أمام مجلس الشيوخ اليوم ليكمل الفترة المتبقية من ولايتها حتى 2018.
وبموجب القانون البرازيلي فإن الرئيس المعزول يجب أن يحرم من تقلد أي منصب حكومي بما في ذلك مناصب التدريس في الجامعات الحكومية.
لكن أعضاء مجلس الشيوخ وافقوا في تصويت منفصل بأغلبية 42 مقابل 36 على السماح لروسيف بالاحتفاظ بالحق في تقلد مناصب عامة في إشارة واضحة للشكوك حول ما إذا كانت المخالفات المتعلقة بالميزانية والشائعة في البرازيل تعد حقا تهمة تستوجب العزل.
ونفت أول رئيسة للبرازيل ارتكاب أي أخطاء وقالت إنها ستطعن على الحكم الذي وصفته بأنه محاولة انقلاب الهدف منها حماية مصالح النخبة الاقتصادية في البلاد وإلغاء البرامج الاجتماعية التي انتشلت ملايين البرازيليين من الفقر خلال العقد الأخير.
وأضافت أمام مؤيديها في برازيليا "لن أقول الآن وداعا لكم. أنا واثقة من أنني سأقول (أراكم قريبا)."
لكن خصومها يقولون إن عزلها يمهد المجال في البرازيل للخروج من أزمة سياسية طويلة. ويأملون أيضا أن يساعد ذلك في وضع حد لأسوأ ركود تشهده البلاد على مدى أجيال.
انت روسيف قارنت في كلمة مفعمة بالمشاعر يوم الاثنين محاكمتها بالمحاكمة التي خضعت لها أثناء الحكم الدكتاتوري العسكري للبرازيل من عام 1964 وحتى عام 1985 عندما عذبها أفراد الأمن لأنها عضو في جماعة يسارية.
وشهدت مدينة ساو باولو أكبر مدن البرازيل عرضا للألعاب النارية احتفالا بعزل روسيف.
وكان تامر قد تعهد بتعزيز الاقتصاد وتنفيذ إجراءات تقشف لسد العجز المتزايد في الميزانية الذي جرد البرازيل من تصنيفها الائتماني عند درجة الاستثمار في العام الماضي.
لكن عزل روسيف لا يعني أن الطريق سيكون سهلا أمام تامر إذ هناك مؤشرات على مقاومة واضحة في مجلس الشيوخ لمقترحاته بخفض الإنفاق العام وإصلاح المعاشات.
ويقول مستشاروه إنه يعتزم السفر إلى الصين لحضور قمة مجموعة العشرين على أمل الحصول على اتفاقات تجارية واستثمارية.
وفي كراكاس قالت حكومة فنزويلا اليسارية إنها قررت سحب سفيرها من البرازيل وتجميد العلاقات مع جارتها بعد القرار الذي صدر يوم الأربعاء بعزل الرئيسة ديلما روسيف. ونددت فنزويلا بالقرار ووصفته بأنه "انقلاب".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك