بعد يوم كامل من أنباء متضاربة حول وفاة رئيس أوزبكستان، إسلام كريموف، بمرض ألمّ به بعد 27 عاماً قضاها في السلطة، أكّدت حكومة وبرلمان البلاد، في بيان، رحيل الرئيس الأوزبكي عن عمر 78 عاماً، وتجري مراسم دفنه في مسقط رأسه مدينة سمرقند، يوم غد السبت.
وتنص المادة 96 من الدستور الأوزبكي على إجراء انتخابات رئاسية خلال ثلاثة أشهر، بينما يتولى رئيس مجلس الشيوخ، نجمة الله يولداشيف، مهام الرئاسة بشكل مؤقت.
ونقلت وكالات عدّة خبر الوفاة، وأوضحت "إنترفاكس" ما حصل بأنّ "مصادر في الحكومة الأوزبكية رفضت التعليق على الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام أجنبية حول وفاة كريموف، بينما استمرت نشرات الأخبار بالتلفزيون الرسمي في بث البيان حول تدهور حالة الرئيس الصحيّة التي باتت حرجة".
وتصدّر رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، قائمة المعزين، إذ وجّه التعزية قبل تأكيد الخبر، قائلاً إن "كريموف توفي، وهو خبر كررته أكثر من وكالة أنباء دولية"، مضيفاً أنّ "رئيس أوزبكستان مات، يرحمه الله، الجمهورية التركية تتعاطف مع الشعب الأوزبكي في هذا المصاب الأليم والحزين".
وأعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تعازيه في وفاة كريموف، قائلاً "رحيله عن الدنيا خسارة كبيرة لشعب أوزبكستان، ورابطة الدول المستقلة بأسرها والشركاء في منظمة شنغهاي للتعاون".
وأشاد بوتين، في برقية عزاء، بإسهام كريموف في "علاقات التحالف والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا"، معرباً عن قناعته "بأننا بجهود مشتركة سنواصل الدفع بالتعاون الروسي الأوزبكي من أجل مصلحة شعبينا الشقيقين". وكلف بوتين رئيس حكومته، دميتري ميدفيديف، بأن يترأس الوفد الروسي في جنازة كريموف.
ويرتبط تاريخ أوزبكستان المستقلة باسم كريموف منذ بدايته، إذ إنه تولى قيادة الجمهورية حتى قبل تفكك الاتحاد السوفييتي، بشغله منصب السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأوزبكي في عام 1989.
ورغم أن الدستور الأوزبكي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، إلا أن كريموف تمكن من الالتفاف على هذا الشرط عن طريق بدء العد من جديد بعد التعديلات الدستورية، وكانت نسبة المصوتين له تصل إلى 90%.
وسيواجه خليفة كريموف تحديات كثيرة، بما فيها توترات مع جمهورية طاجيكستان المجاورة وخطر "التطرف الإسلامي" ومعدلات البطالة العالية التي تصل إلى 40% في المناطق الريفية، بحسب تقديرات غير رسمية، حيث كان نظام الحكم المتسلط يساعد في السيطرة على الوضع حتى الآن.
وعرف النظام الحاكم في أوزبكستان بسيطرته التامة على الحياة السياسية ووسائل الإعلام، إذ جاءت البلاد في المرتبة الـ166 بمؤشر حرية الصحافة التابع لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2016، وذلك بين كل من السعودية والصومال.
ومن نقاط ضعف الاقتصاد الأوزبكي في عهد كريموف، اعتماده على تحويلات المغتربين، وبصفة خاصة من روسيا، التي يقيم فيها أكثر من مليوني أوزبكي. وبلغت التحويلات ذروتها في عام 2013 بما يزيد عن 6 مليارات دولار أو 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك