قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الجمعة إن انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة يشكل خطرا على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال يونكر لطلبة في مؤتمر في لكسمبورج إن الفائز بشكل صادم في الانتخابات الأمريكية جاهل بالاتحاد الأوروبي وطرق عمله.
وأضاف "انتخاب ترمب ينطوي على خطر بزعزعة العلاقات بين القارتين من أساسها وفي هيكلها". ويعد يونكر من أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في أوروبا.
وتعكس تصريحاته الجريئة صدمة واسعة النطاق في أوساط الأوروبيين بسبب انتخاب ترمب الذي أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين تصريحات جدلية أخرى وشكك في مبدأ الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي.
وتعارضت تصريحاته مع ردود الفعل الأكثر دبلوماسية من القادة الأوروبيين الذين قالوا إنهم يتطلعون للعمل مع الرئيس الجمهوري المقبل.
وحذر يونكر من العواقب "الوخيمة" لتصريحات ترامب بشأن السياسة الأمنية. كما ذكر أيضا بتصريح لترمب بدا فيه أنه يعتقد أن بلجيكا التي تضم مقري الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي مدينة وليست دولة.
وقال "نحتاج لأن نعلم الرئيس المنتخب ما هي أوروبا وكيف تعمل" مضيفا أن الأمريكيين عادة ما لا يبدون اهتماما بأوروبا.
وأضاف "أعتقد أننا سنضيع عامين لحين انتهاء السيد ترمب من التجول في العالم الذي لا يعرفه." وقد أثار يونكر أمس الخميس شكوكا بشأن آراء ترامب بشأن التجارة العالمية والتغير المناخي والأمن في الغرب.
أما وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين فقد قالت ، إن ألمانيا تدعم الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا لكن على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ألا ينسى ما تفعله روسيا في شبه جزيرة القرم ومدينة حلب السورية عندما يجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت الوزيرة أن حلف شمال الأطلسي "سيموت" إذا رفض أي من أعضائه الدفاع عن عضو آخر يتعرض لهجوم.
ودعا كل من الرئيس الألماني يواخيم جاوك ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى تشكيل جبهة موحدة بعد الانتخابات الأمريكية وفي أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.
وقال جاوك لرئيسة إستونيا الزائرة كريستي كاليولايد "يجب أن نتحد مع شركائنا لمعارضة الحروب والصراعات وأيضا شهوة روسيا للسلطة... ستقف ألمانيا بجانب إستونيا عندما يتعلق الأمر بضمان أمن دول البلطيق".
ويعزز حلف شمال الأطلسي من قواته في شرق أوروبا لطمأنة إستونيا ودول البلطيق التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق التي تخشى
من أن موسكو قد تحاول تكرار ما فعلته في القرم.
وأشاد ترمب بالرئيس الروسي مرارا خلال حملته وتساءل إن كان يتعين على الولايات المتحدة أن تدافع عن حلفاء في حلف الأطلسي لا يتحملون القدر ذاته من الأعباء المالية في التكتل.
وقالت فون دير ليين وهي عضو في حزب المحافظين الذي تنتمي له المستشارة أنجيلا ميركل "من الجيد أن يسعى الرئيس الأميركي الجديد على الفور للتحاور مع الرئيس الروسي. هذا أمر جيد ندعمه تماما".
وتابعت قولها "ما لا يجب أن يحدث هو النسيان... نسيان ضم شبه جزيرة القرم. نسيان الحرب المستمرة في أوكرانيا.. نسيان قصف حلب".
وأثار فوز ترمب قلق الحكومة الألمانية بشدة ولا سيما وأن برلين كانت القوة المحركة وراء العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب تدخل بوتين العسكري في أوكرانيا كما أدانت بشدة قصف المدنيين في الشطر الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة حلب السورية من قبل قوات النظام المدعومة من روسيا.
وقال شتاينماير لمحطة (إن-تي.في) الألمانية إن الانتخابات الأميركية كانت تحذيرا آخر لأوروبا بشأن الحاجة للتوحد بعد تصويت بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في يونيو حزيران.
وأضاف "المخاوف من احتمال تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة هي سبب إضافي لأوروبا لتتحدث بصوت واحد في المستقبل... إذا كانت أوروبا تشكو من أن ترمب يساند سياسة متطرفة حيال الهجرة فهذا سبب آخر يدعونا لتوضيح الأسئلة المتبقية بشأن سياستنا نحن".
وتأمل روسيا أن تنهار الجبهة الموحدة بين أوروبا وواشنطن بشأن العقوبات بعد انتخاب ترمب. وأمس الخميس وصف متحدث باسم الكرملين التقارب بين بوتين وترمب بشأن السياسة الخارجية بأنه "وثيق بصورة مذهلة".
واعترف كل من شتاينماير وفون دير ليين بأن انتصار ترمب يعني أن على ألمانيا وأوروبا على الأرجح الاضطلاع بالمزيد من المسؤليات بشأن الدفاع.
لكن وزيرة الدفاع قالت إن الحكومة الألمانية لازالت تكافح للإجابة على سؤال هو ما تعنيه رئاسة ترمب وأضافت "ما نعرفه يساوي لا شيء".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك