كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين حصول العراق على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم على إسرائيل في حال تم ذلك، فيما عبّر عن مخاوفه من اندلاع حرب شاملة ومحاولات دفع العراق إليها. يأتي ذلك بعد تقارير نشرتها الصحافة الأميركية والعبرية، وتهديدات إسرائيلية بضرب العراق في حال جرى استخدام أراضيه لأي هجمات باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال حسين، في لقاء متلفز مع فضائية عراقية، ليل أمس الخميس، إنّ "جغرافية العراق أصبحت جزءاً من ساحة الصراع وكذلك أجواؤه، لكن السياسة العراقية ليست جزءاً من ساحة الصراع تلك"، معبراً عن قلقه من "إمكانية اندلاع حرب شاملة بالمنطقة، وأن هناك مؤشرات تعزز القلق على العراق، إذ إن توسيع رقعة الحرب هي خطة واضحة، والفعل ورد الفعل سيؤدي إلى اشتباكات عديدة وفي ساحات مختلفة بالمنطقة".
وأكد أنه "إذا اتخذت مجموعات أخرى قرار الحرب وعملت بهذا الاتجاه فإن ذلك سيدفع بالعراق إلى وضع خطير"، مشدداً على أنه "يجب أن نحدد هل نتحرك بما نحن دولة أو مقاومة وثورة.. لا يمكن الجمع بين الدولة والثورة في السياسة الخارجية للدولة، يجب أن تُحدد السياسة الخارجية، فنحن تحت مظلة التوترات ومنطقة الحرب". وأضاف "يجب ألا نشعل ناراً في الداخل حتى لا نتلقى ناراً من الخارج، وعند ذاك يصعب إطفاؤها، وستأتي بنار إلى الداخل".
وبشأن إمكانية حصول هجوم إيراني على إسرائيل من الأراضي العراقية، قال وزير الخارجية العراقي، إنّ "الأجواء العراقية استغلتها إسرائيل في هجومها على إيران"، مؤكداً أنّ "إيران ترفض الرد على إسرائيل انطلاقاً من العراق، وهذا الموقف أكدته لنا القنوات الرسمية الإيرانية". وأضاف أنّ "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصل بالجانب الإيراني وهم أكدوا له أنهم لن يستعملوا الأراضي العراقية منطلقا للهجوم على إسرائيل، وأنه إذا كان هناك هجوم إيراني فإنه سيكون من إيران بشكل مباشر"، مستدركاً "لكن الهجوم عبر الأجواء العراقية، وهذه هي المشكلة". كما تحدث عن تحرك أميركي لمنع شن إسرائيل عدوان على العراق.
اجتماعات أمنية وسياسية مغلقة في بغداد: تجنيب العراق الحرب
من جهتها، أكدت جماعة "كتائب حزب الله العراقية"، وهي أحد أبرز فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق"، المرتبطة بإيران، أن إيران لن تستخدم الأراضي العراقية للرد على إسرائيل. وجاء في بيان للجماعة، صدر ليل أمس الخميس، "الأصل الواضح في هذه الحرب الدائرة بين محوري الخير والشر، هو أن الرد فيها على أي اعتداء صهيوني ضد أي جبهة من جبهات المواجهة يكون مباشرا منها، لا عبر الأطراف الأخرى من قوى المحور".
وأكد البيان أن "ما يشاع من أخبار عن نقل سلاح، أو تحضير لعملية الرد الإيرانية على الكيان، بأنها ستكون من العراق لا تتعدى السعي للاختباء من الضربة قبل حدوثها باعتماد معلومات صهيونية مُضللة يتم تمريرها على الأميركيين والغرب، لاستجداء المزيد من الإسناد والدعم، ليكونوا مصدا لنتائج سياسات (نتنياهو) وهذا ما دأبوا عليه". وأضافت الجماعة أنه "لم يُطلب منا المساعدة في الرد على العدوان الصهيوني الأخير، أما في حال فكر الاحتلال بتنفيذ أي اعتداء على العراق، فالرد سيكون بحزم، وقد حددنا معايير لذلك".
وشهدت العاصمة بغداد، مساء أول أمس الأربعاء، سلسلة من الاجتماعات السياسية والحكومية مع قيادات عسكرية وأمنية ركزت على مسألة التطورات بالمنطقة وأهمية تجنيب العراق أي حرب أو عدوان إسرائيلي. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تلقي الأخير مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال إنها بحثت مجمل الأوضاع في المنطقة. وقد عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، الأربعاء اجتماعاً ترأسه السوداني، ووزراء الأمن والدفاع والأمن القومي ورئيس أركان الجيش وجهاز الأمن الوطني وقيادات عسكرية مختلفة، واستمر عدة ساعات.
وأكد المتحدث باسم الحكومة، اللواء يحيى رسول، عقب الاجتماع أن "ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هو إلا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه، وأن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها، انطلاقاً من سياساته العدوانية ضد بلدان وشعوب المنطقة".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك