عبور باب المندب يصل إلى أعلى مستوى له منذ التجنب الجماعي للبحر الأحمر

 
على الرغم من الهجمات الحوثية التي أودت بحياة بحارة وغرقت سفن شحن خلال يوليو/تموز 2025، سجل مضيق باب المندب ارتفاعًا في حركة المرور البحرية، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ يناير/كانون الثاني 2024، حينما غادرت السفن المنطقة بشكل جماعي بعد الهجمات الحوثية الأولى في أواخر 2023، وفقًا لمجلة Lloyd’s List البريطانية.
وتشير البيانات الأولية إلى أن عدد الرحلات عبر نقطة الاختناق في أغسطس/آب 2025 بلغ 1044 رحلة، بزيادة بنحو 10% عن رقم يوليو/تموز 2025 الذي بلغ 952 رحلة.
ورغم أن هذا ليس أكبر رقم شهري من حيث إجمالي الحمولة الساكنة، فإن الزيادة تُظهر ثقة متجددة بين بعض مالكي السفن لاستخدام الطريق الذي أودى بحياة العديد من البحارة والسفن منذ أن بدأ الحوثيون حملتهم على الشحن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
حتى الهجمات على ماجيك سيز ( IMO: 9736169 ) وإيترنيتي سي  ( IMO: 9588249 )، والتي أدت إلى فقدان كلتا السفينتين في يوليو/تموز 2025 (وفي حالة إترنيتي سي أودت بحياة أربعة بحارة، مع وجود المزيد في أيدي الحوثيين)، لم تثن أصحاب السفن عن استخدام هذا الطريق.
وقالت سكارليت سواريز، المحللة الاستخباراتية البارزة في شركة "درايد جلوبال"، إن ارتفاع الشهر الماضي كان مدفوعًا جزئيًا بـ "تطبيع المخاطر" مع التهديد الحوثي بين بعض مالكي السفن.
ارتفاع حركة عبور ناقلات الغاز
وشهدت ناقلات الغاز المسال أكبر زيادة في عدد عمليات العبور على أساس شهري، بنسبة 75% من 12 إلى 21 عملية عبور. وهذا هو أعلى مستوى لحركة المرور منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، لكنه لا يزال بعيداً جداً عن المستويات الطبيعية، حيث تم تسجيل 68 عبوراً في أغسطس/آب 2023.
وقالت سواريز إن 352 سفينة شحن عبرت المضيق الشهر الماضي، مقابل 288 في يوليو/تموز، وهو ما يرجع جزئيا إلى الطلب الموسمي بفضل أشهر ذروة تصدير الحبوب في البحر الأسود.
وكانت بيانات 'لويدز ليست إنتليجنس' قد أظهرت في وقت سابق أن السفن المرتبطة بالصين واليونان تهيمن على عمليات النقل عبر باب المندب.
لكن في أعقاب الهجمات على سفينتي 'ماجيك سيز' و'إيترنيتي سي'، أبلغت عدة شركات يونانية كبرى لنقل البضائع السائبة موقع' لويدز ليست' أن الخطر على بحارتها وسفنها كان هائلاً للغاية.
ووصف جون زيلاس، الرئيس التنفيذي لشركة أريستون نافيجيشن ورئيس مجلس إدارة إنتركارغو ، هذا الخطر بأنه "مرتفع بشكل غير مقبول".
بدا أن المستأجرين متفقون أيضًا. حيث صرّح بوليس هاجيوانو، الرئيس التنفيذي لشركة "سيف بولكرز  "، بأن شركته لم تواجه أي صعوبات تُذكر من مستأجريها، على الرغم من زيادة مدة الرحلة والتكاليف المرتبطة بتحويل مسارها.
وقال إن شركة' سيف بولكرز' "لن ترسل أبدًا سفينة إلى منطقة لا يشعر أصحابها بالراحة للإبحار على متنها. ولكن من الواضح أن الآخرين لا يشاركوننا هذا النهج".

محاولات الحوثيين لطمأنة القطاع البحري
واستمر قطاع من الصناعة البحرية في استخدام هذا المسار منذ اختطاف السفينة جالكسي ليدر ( IMO: 9237307 ) قبل نحو عامين. إلا أن الحوثيين سعوا إلى طمأنة القطاع البحري ككل بأن سفنهم ستكون آمنة، طالما التزموا بقواعدهم.
ونشرت الجماعة الشهر الماضي مجموعة من "الأسئلة الشائعة"، والتي تضمن المرور الآمن إذا لم تكن السفينة مرتبطة بقائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات التي وضعتها الجماعة، والتي تتكون إلى حد كبير من الشركات التي تدعي المجموعة أنها مرتبطة بإسرائيل.
وقال مركز المعلومات البحرية المشترك إن  الهجوم الذي أعلنته الجماعة على سفينة سكارليت راي (IMO: 9799654)، التي تديرها شركة الشحن الشرقية باسيفيك التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر، أظهر أن "نية الجماعة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر لم تتغير".
في 31 أغسطس/آب، تسبب مقذوف في إحداث بقعة كبيرة بالقرب من ناقلة المواد الكيميائية التي ترفع علم ليبيريا، لكن السفينة لم تصب، وأفادت التقارير أن جميع أفراد الطاقم بخير.
لا تزال علامات الاستفهام قائمة حول أي ضمانات قدمها الحوثيون، ولم تقبل غالبية شركات النقل البحري هذه الضمانات، وتواصل تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح.
ورغم أن عمليات العبور الشهر الماضي كانت الأعلى منذ أكثر من 18 شهرًا، إلا أنها لا تشير إلى عودة جماعية إلى البحر الأحمر، بل تندرج عمومًا ضمن "الوضع الطبيعي الجديد" بعد عملية " غالاكسي ليدر" .
وقال المحلل المساعد في شركة "كنترول ريسكس"، أران كينيدي، إن الأسئلة الشائعة هي "خطوة حوثية نموذجية لإضفاء الشرعية على الهجمات على الشحن البحري، لكنها لا تغير الواقع بالنسبة لمعظم مالكي السفن والمشغلين، الذين ما زالوا يتجنبون البحر الأحمر".
مرور آمن لسفن الصين وروسيا
وقالت سواريز إن الضمانات بالمرور الآمن التي قدمها الحوثيون للسفن الصينية والروسية في أوائل عام 2024 ربما طمأنت بعض مالكي السفن، لكنه أضاف أن "تهديداتهم في يوليو/تموز 2025 ضد 64 شركة بسبب "انتهاكات العقوبات" المزعومة والهجمات المستمرة باستخدام بيانات قديمة تقوض أي ضمانات".
وأضافت "بينما يرغب بعض الشاحنين في المخاطرة بحياة أفراد الطاقم، أو احتمال تعرض السفينة للأضرار، أو الغرق، فإن البيئة التشغيلية تظل متقلبة للغاية".
وتابعت:"إن الانخفاض الكبير في الوجود العسكري في جنوب البحر الأحمر وباب المندب، إلى جانب عمليات مثل أسبيدس التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لحماية العديد من السفن، يزيد من المخاطر."
وقال المركز المشترك لمعلومات الملاحة إنه "من المرجح للغاية" أن يواصل مركز تنسيق العمليات الإنسانية التابع للحوثيين "محاولاته لإضفاء الشرعية على نفسه من خلال قنوات مختلفة، وتقديم خدمات الدعم للسفن التي ترغب في المرور عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب".
وقالت المركز المشترك إنه يجب التعامل مع أي معلومات من الجماعة "بحذر شديد". ولا يزال المركز يُقيّم التهديد الموجه للسفن المرتبطة بإسرائيل بأنه "حرج"، مع احتمال شن الحوثيين هجومًا إذا أتيحت لهم الفرصة. ويظل التهديد الموجه لجميع عمليات الشحن "خطيرًا".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< شرطة المهرة تحبط إنشاء معمل لإنتاج المخدرات في المحافظة
< رئيس مجلس القيادة يؤكد الشراكة الوثيقة مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب
< صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الخميس
< اليمن والجمهورية وجدلٌ عقيم
< المنتخب الوطني للناشئين يفوز على نظيره السنغافوري في افتتاح تصفيات كأس آسيا
< تقرير أمريكي: ضعف الأمم المتحدة أمام الحوثيين يحوّل موظفيها إلى هدف سهل للجماعة
< منتخب اليمن للشباب يخطف بطاقة التأهل للمربع الذهبي في بطولة كأس الخليج

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: