«اتفاق غزة»... «الاستفزازات» الإسرائيلية تزيد التعقيدات أمام الوسطاء
واصل الجيش الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، رغم تدخل الوسطاء لدعم صمود اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، مما دعا مصر للتحذير من عرقلة حكومة بنيامين نتنياهو للاتفاق.
هذه الخروق الإسرائيلية المتكررة، يرى خبير في الشؤون الإسرائيلية تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أنها ستزيد التعقيدات أمام الوسطاء، غير أنه أكد أن «الضغوط الأميركية قادرة على كبح جماح إسرائيل لعدم انهيار الاتفاق الذي بدأ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2025».
وقالت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا) إن الجيش الإسرائيلي هاجم قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، مساء الخميس؛ ما أسفر عن مقتل شخصين، في اختبار جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الهشّ.
ويتعرّض وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة، والذي لم يحسم قضايا شائكة مثل نزع سلاح حركة «حماس»، والجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، للاختبار جراء اندلاع القتال من حين لآخر منذ دخوله حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع.
وخلال يومَي الثلاثاء والأربعاء، ردت إسرائيل على مقتل أحد جنودها بقصف قالت سلطات الصحة في غزة إنه أسفر عن مقتل 104 أشخاص، وقالت إسرائيل، الأربعاء، إنها «لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار رغم ردها العسكري».
وتحدث الوسيط القطري، الأربعاء، عن اتصالات أجراها الوسطاء لصمود الاتفاق، وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «نتابع التحديات التي تعرض لها وقف إطلاق النار بغزة الثلاثاء... ونركز على ضمان صمود الاتفاق».
وأشار إلى أنه «تم التواصل بشكل مكثف مع الطرفين من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، مضيفاً: «ما حدث الثلاثاء في غزة مخيب للآمال، وعملنا على احتوائه، وواشنطن ملتزمة بالاتفاق».
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، أن الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة تعقّد بالطبع جهود الوسطاء وتجعل هناك عقبات نحو الانتقال للمرحلة الثانية، مشيراً إلى أن «هناك ضوءاً أخضر أميركياً لهم يسمح بتكرار الهجمات»، في حين أكد أن «واشنطن لن تسمح بانهيار الاتفاق».
ووسط تلك التطورات، قال رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر، ضياء رشوان، في مقابلة متلفزة، الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لا يريد الوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة»، والتي تعني إجراءات منها «تشكيل إدارة فلسطينية لإدارة القطاع».
ولفت إلى أن «اتفاق غزة» ما زال محمياً رغم الخروق التي تحدث من الجانب الإسرائيلي، مبيناً أن «الخروق أمر غير مستغرب من قبل الاحتلال، الذي تسبب في استشهاد 70 ألف فلسطيني على مدار عامين»، لافتاً إلى أن «نتنياهو يسعى إلى خلق حالة من التوتر لدى الطرف الفلسطيني، والوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر».
وأوضح رشوان أن نتنياهو يريد استفزاز المقاومة الفلسطينية لترد على القصف الإسرائيلي، مضيفاً: «نتنياهو يسعى لإعادة تشكيل التحالف الداخلي في إسرائيل من خلال الذهاب إلى انتخابات مبكرة».
وبرأي عكاشة، فإن الانتقادات المصرية مشروعة، وهي تدرك خطورة تداعيات استفزازات إسرائيل على صمود اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، مشيراً إلى أنه ليس من الواضح هل سينجح الوسطاء في الوصول للمرحلة الثانية قبل نهاية العام في ظل تمسك إسرائيل بعودة كل الجثث التي تعرقل حتى الآن الدخول لتلك المرحلة. ويرى أن الكرة الآن في ملعب «حماس» لإنجاز ملف الجثث في أسرع وقت لتلافي أي «استفزازات إسرائيلية أو عراقيل جديدة».
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress

