مَن هو هدار غولدن وما أهميته لحماس وإسرائيل؟
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن استخراج جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن من أحد أنفاق مدينة رفح، بعد أكثر من 11 عاما من أسره في حرب عام 2014. ويأتي هذا الإعلان في لحظة تفاوضية حساسة، تتقاطع فيها المواقف السياسية والعسكرية بين أطراف متعددة، أبرزها إسرائيل والولايات المتحدة، وسط أزمة متصاعدة عن مقاتلي حماس العالقين في الأنفاق.
في هذه المادة الشارحة، نستعرض أبرز المعلومات عن الضابط غولدن، وظروف أسره، وانعكاسات استعادة جثته على الأطراف المعنية.
1. مَن الضابط الإسرائيلي هدار غولدن؟
هدار غولدن كان ضابطا برتبة ملازم وقائد سرية في لواء غفعاتي، أحد أبرز ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي. أُسر في الأول من أغسطس/آب 2014 خلال حرب "العصف المأكول"، ويُعد من أطول الأسرى الإسرائيليين بقاء في قبضة المقاومة، حيث بقي محتجزا أكثر من 11 عاما.
2. متى وكيف أسرته كتائب القسام؟
أُسر غولدن قبل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، حيث تمكنت المقاومة من أسره وسحبه إلى أحد الأنفاق في منطقة رفح. ورد الجيش الإسرائيلي بتطبيق -لأول مرة- بروتوكول "هانيبال"، الذي يجيز استخدام القوة المفرطة لإحباط عملية الأسر، ما أدى إلى قصف عنيف للمنطقة فقُتل غولدن واستُشهد وأصيب مئات الفلسطينيين.
يحمل غولدن رمزية عسكرية وسياسية كبيرة لإسرائيل، إذ فشل الجيش والاستخبارات في استعادته طوال عقد كامل. كما أن له صلة قرابة بوزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، مما أضفى بعدا سياسيا على قضيته. وقد اعتُبرت استعادته أولوية وطنية في إسرائيل، خاصة أنه المتبقي الوحيد من حرب 2014.
4. ما الذي يمكن أن تستفيده حماس من تسليم جثته؟
ربطت تقارير صحفية بين تسليم جثة غولدن والسماح بممر آمن لإجلاء نحو 200 مقاتل من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عالقين في أنفاق رفح. لهذا فإن تسليم جثته قد يفتح الباب أمام اتفاق يشمل منح هؤلاء المقاتلين ممرا آمنا إلى مناطق سيطرة حماس أو إلى دولة ثالثة، ما يخفف الضغط العسكري عليهم.
5. ما الموقف الأميركي؟
أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتماما كبيرا بالقضية، حيث مارست ضغوطا على حماس لإعادة جثة غولدن بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة مقاتلي حماس العالقين في رفح. ويشمل التصور الأميركي تسليم الجثة، ثم تسليم المقاتلين سلاحهم، ومنحهم ممرا آمنا، يلي ذلك تدمير الأنفاق، وقد اعتُبر هذا النموذج مشروعا تجريبيا لنزع سلاح حماس.
6. ما الموقف الإسرائيلي؟
تنظر إسرائيل إلى قضية غولدن ببالغ الخطورة، وطالبت حماس بإعادة جثته فورا. وقد زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير منزل عائلته وأكد التزام الجيش باستعادته. ورغم أن رئيس الأركان أبدى موافقة على منح المقاتلين ممرا آمنا، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، رفض أي صفقة جديدة، مطالبًا المقاتلين بالاستسلام أو البقاء تحت الأرض، الأمر الذي دفع زامير إلى التراجع عن موافقته.
7. ما موقف المقاومة؟
إعلان القسام العثور على جثة الضابط هدار غولدن في رفح -بعد عمليات حفر كبيرة بمشاركة فريق من الصليب الأحمر– جاء في سياق تفاوضي حساس مرتبط بأزمة المقاتلين العالقين، ما يشير إلى استعداد ضمني للدخول في ترتيبات مقابل مكاسب ميدانية أو سياسية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress

