زغلول النجّار... رحيل أحد روّاد الإعجاز العلمي في القرآن والجيولوجيا

زغلول النجّار... رحيل أحد روّاد الإعجاز العلمي في القرآن والجيولوجيا
 
توفي العالم والداعية المصري زغلول النجّار عن عمر ناهز 92 عاماً، فخسر العالم رائداً في الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة وأحد أبرز علماء الجيولوجيا (علم الأرض). فبعد صراع مع المرض، أسلم النجّار روحه في العاصمة الأردنية عمّان، بحسب ما أُعلن عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف تُقام صلاة الجنازة عن نفسه يوم غدٍ الاثنين في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، وذلك في مسجد أبو عيشة بعمّان عقب صلاة الظهر، ويُدفَن بعدها في مقبرة أم القطين.
وُلد زغلول النجّار في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1933 في قرية مشال بمركز بسيون في محافظة الغربية شمالي مصر. برز شغفه بالعلم مذ كان في بداية شبابه، فاختار دراسة الجيولوجيا في كلية العلوم التابعة لجامعة القاهرة، وتخرّج منها في عام 1955 بمرتبة الشرف الأولى، ونال جائزة الدكتور مصطفى بركة في علوم الأرض. بعد ذلك، تابع دراساته العليا في جامعة "ويلز" بالمملكة المتحدة، فنال شهادة الدكتوراه منها في عام 1963، ثمّ زمالة ما بعد الدكتوراه، وصولاً إلى درجة الأستاذية في عام 1972.
وانطلق زغلول النجّار، عقب نيله شهادة الدكتوراه، في مسيرة أكاديمية حافلة، امتدّت لعقود داخل مصر وخارجها. وقد عمل في مجالَي التدريس والبحث العلمي في جامعات عدّة حول العالم، من بينها "جامعة عين شمس" المصرية و"جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" السعودية، وجامعة "ويلز" البريطانية، كذلك تولّى رئاسة قسم الجيولوجيا في "جامعة قطر"، وأشرف على أبحاث عديدة في مجالَي الصخور والتكوينات الأرضية.  كذلك كان أستاذاً زائراً في جامعة "كاليفورنيا - لوس أنجليس" الأميركية، وشغل منصب مستشار للتعليم العالي في "المعهد العربي للتنمية في الخبر" بالسعودية، ومنصب مدير لـ"جامعة الأحقاف" باليمن، ومنصب أستاذ في "جامعة العلوم الإسلامية العالمية" بالأردن.
وذاع صيت زغلول النجّار في العالمَين العربي والإسلامي بصفته أحد أبرز العلماء الذين سعوا إلى الربط ما بين العلوم الحديثة والقرآن الكريم، وهو المجال الذي اشتهر لاحقاً باسم "الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة". وقد كتب النجّار وألقى مئات المحاضرات في هذا السياق، محاولاً تقديم قراءة علمية للآيات الكونية في ضوء الاكتشافات الحديثة.
لم يكن زغلول النجّار أكاديمياً فحسب، بل جمع بين لغة المختبر ولغة المنبر. فكان في نظر طلابه ومتابعيه نموذجاً للعالِم المؤمن الذي يرى في أسرار الكون دليلاً على قدرة الخالق. وقد كرّس سنواته الأخيرة للكتابة في موضوعات تجمع ما بين الجيولوجيا والإيمان والعقيدة، فأصدر عشرات المؤلفات من أبرزها "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" و"قضية الإعجاز العلمي في القرآن بين العلم والإيمان" و"من أسرار الأرض في القرآن الكريم". كذلك قدّم برامج تلفزيونية وإذاعية ذاع صيتها، من بينها برنامج "آيات بيّنات" الذي بثّته قنوات عربية عدّة ولاقى رواجاً واسع النطاق في الأوساط الدينية كما العلمية.
وحظي زغلول النجّار بمكانة مرموقة في الأوساط العلمية والدعوية، وكان عضواً في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وشارك في عشرات المؤتمرات الدولية التي تناولت التوافق بين النصوص القرآنية والاكتشافات العلمية. وقد جرى تكريمه مرّات عدّة من قبل مؤسسات علمية ودعوية في مصر والعالمَين العربي والإسلامي تقديراً لإسهاماته في نشر ثقافة التفكير العلمي في إطار الإيمان.
وبرحيل زغلول النجّار اليوم، يودّع العالم الإسلامي أحد أبرز المدافعين عن فكرة أنّ العلم طريق إلى معرفة الله، وأنّ القرآن كتاب هداية لا يتعارض مع الحقيقة الكونية. يُذكر أنّه رحل بهدوء كما عاش حياته، تاركاً وراءه إرثاً علمياً ودعوياً كبيراً، ومكتبة من المؤلفات والمحاضرات التي امتزج فيها صوت العالِم بنغمة الداعية، ليبقى أثره في العقول والقلوب على السواء.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:
زغلول النجار

اقرأ ايضا :
< مَن هو هدار غولدن وما أهميته لحماس وإسرائيل؟
< قصة استقالة مهندس عراقي من "ميتا" بسبب غزة
< هل انتهى شهر العسل الفني بين القاهرة والرياض؟
< صراع الإيرادات بين المركز والمحافظات.. القرار المالي الذي يحدد مصير الشرعية والإصلاح الاقتصادي
< وزير الأوقاف اليمني يوقع مع نظيره السعودي اتفاقية ترتيبات موسم حج 1447هـ
< الجوف.. حملة عسكرية حوثية تفرض حصاراً خانقاً على قبائل آل قباص بالحميدات
< صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الأحد
اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة: