ماذا بعد إنسحاب الجيش ولجنة الوساطة من المواجهات الدائرة بهمدان ( تفاصيل )

 

أثار انسحاب الجيش المفاجئ للحملة العسكرية ، وانسحاب قائد قوات الإحتياط من لجنة الوساطة مخاوف تجدد المواجهات .

حيث قالت مصادر محلية لـ " اليوم برس " أن قبائل همدان بدأت تستعد وتحشد إلى مشارف المناطق التي يتوقع أن يقوم الحوثيون بمهاجمتها ، مشيرة إلى أن هنالك تعزيزات جديدة وصلت للحوثيين من منطقة الأشمور والأهجر ، وأن عشرات السيارات المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية والمسلحين شوهدت وهي تتوافد يوم أمس إلى مديرية همدان ، كما شوهدت وصول تعزيزات للحوثيين من منطقة " عمد" ومن جهة ثلا إلى خطوطهم الأمامية القريبة من العاصمة صنعاء .

كما أوضحت مصادر محلية أن المؤشرات الميدانية لتحركات الحوثيين تشير إلى أن المعركة ستتجه إلى منطقة خلقة ، ومنطقة المعمر ، وبيت الحداد والحاوري ، وجبل الريان ، بالقرب من المدخل الشمالي للعاصمة في نقطة الأزرقين .

 

وتتصاعد حدة التوتر مع إنسحاب الجيش وتمركز رجال القبائل في ضروان والحطاب والجايف والمعمر وجربان إستعداداً لمواجهات وشيكة .

وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الحوثي يتوافدون ويمرون عبر مناطق مشتركة بين مديريتي همدان وبني مطر ، وهو ما أثار مخاوف القبائل من توجه الحوثيين باتجاه بعض مناطق مديرية بني مطر بهدف السيطرة على المدخل الغربي للعاصمة في منطقة الصباحة .

 

نزوح الأسر من القرى والمناطق الملتهبة :

 

وخوفاً من مواجهات وشيكة غادرت عشرات الأسر من القرى التي تقع على خطوط التماس ، حيث قال مصدر محلي أن ما يقارب 30 سيارة محملة بأسر نازحة خرجت يوم أمس من قرية بني مونس هرباً من المواجهات .

وبالتالي فإن مسلسل التشريد والتهجير قد بدأ في مناطق وقرى همدان مثل ما حصل في دماج ، وعمران .

 

اللواء الجائفي ينسحب من لجنة الوساطة وموقفه حرج كونه من أبناء المنطقة :

 

مراقبون يرون أن انسحاب الوسطاء يأتي بسبب تعنت مسلحي الحوثي من الالتزام بالاتفاقات التي تقرها لجنة الوساطة مع الأطراف جميعاً ، وهو ما أكده اللواء علي بن علي الجائفي .

 

واتهم اللواء الجائفي " الحوثين بالمماطله وعدم الالتزام بالتعهدات والاتفاقيات التي أبرمت من خلال توسعهم في عدة مناطق اخرى والسيطره على المواقع والمرتفعات ونصف النقاط وهو ما اعتبره تهديدا مباشرا على العاصمة صنعاء ".

 

وكانت مصادر خاصة قد تحدثت لـ " اليوم برس " أن أبو علي الحاكم ممثل عبد الملك الحوثي كان قد رفض دخول الجائفي في لجنة الوساطة ، وقالت مصادر أخرى أنه رفض مقابلته ، الأمر الذي جعل من اللواء الجائفي ينسحب ، ويشعر بالإهانة كما قالت المصادر.

 

هذا وأكدت مصادر محليه في همدان  أن وحدات الجيش التي توجهت الأول من أمس الى همدان والمكلفة بايقاف الاشتباكات بين مسلحي الحوثي القادمين من صعدة وقبائل همدان إنسحبت من المنطقة.

إلا أن مصادر أكدت مساء أمس أن الحوثيون بدأوا بالإنسحاب من بعض النقاط حسب بعض المصادر التي صرحت لـ " اليوم برس " ، ولم يتسنى معرفة صحة الخبر .

وكان الجائفي قد أعلن بعد انسحابه من الوساطة في همدان أن الحوثيون سيطروا على مرتفعات تهدد العاصمة .

 

ناطق الحوثي يستنكر ويحذر من تدخل الجيش :

 

وفي بياناً له قال محمد عبد السلام ناطق الحوثيين أن جماعة الحوثي " لا تريد دخول صنعاء أو اقتحامها وإنما فقط هي تدافع عن نفسها .

وأضاف عبد السلام بقوله : لو كنا نريد دخول صنعاء أو اقتحامها لكانت الفرصة الأفضل والأنسب أثناء الثورة الشعبية ، وشركاء الماضي في أوج المواجهة قبل التصالح .

وتابع عبد السلام بقوله : نحذر من جر الجيش وتوريطه في مواجهة مع الشعب تحت شعار الدفاع عن صنعاء .

واختتم بيانه بقوله : إنتا لا نثق أبداً بهذه الحكومة ، ولن نثق بها لطالما وهي تتعاطى معنا بهذه الإزدواجية وتتواطأ في كل عمل اجرامي ضدنا وتسكت عنه وتشجع عليه ( حسب قوله ) .

 

تضارب المواقف بين مشائخ همدان زادت الأمر تعقيداً

 

بعد أن أعلن مشائخ همدان توقيعهم إتفاق بينهم وبين الحوثيين والذي كان من أهم بنوده التعايش وعدم المواجهات بين القبائل والحوثيين ، والسماح للحوثيين بنشر فكرهم وثقافتهم دونما تدخل ...الخ .

أصدر بعض المشائخ بهمدان الذين هم في مواجهة مباشرة وقتال مع الحوثيين بياناً ذكروا فيه أن ذلك الإتفاق الذي أُبرم بين بعض المشائخ والحوثيين لا يمثلهم ولا يمت لهم بصلة ، وأشار بعض المراقبون إلا أن ذلك التوقيع ما هو إلا تكراراً لسيناريوا عمران ، حينما قام بعض المشائخ بالتوقيع نيابة عن المشائخ الذين هم في مواجهة مع الحوثي .

 

هذا ولا زال المواطن يتساءل .. ماذا بعد إنسحاب الجيش ولجنة الوساطة من همدان ؟؟؟ و أين الدولة مما يحدث على مشارف العاصمة صنعاء ؟؟