كانت الكرامة وستبقى يوما عظيما اعتنق فيه اليمنيون عقيدة اجتماعية عنوانها الرئيس السلمية كمبدأ ينظم العلاقات الداخلية بين ابناء الوطن الواحد.
كانت الكرامة وستبقى فينا كما تبقى الامومة في الوَلِيد وان بلغ في العمر عتيا، فهي ليست حدثا عابر بل يوم أعدنا فيه تعريف أنفسنا كيمنيين لا كطوائف او اقيال ننتمي لشعب لا لسلطة نتصرف كبشر يختلفوا ليتعارفوا بعدما كان القتل شرع والعنف طريق للسلطة.
في اليمن شعب عريق كتلك الشعوب التي خرجت للضوء، غياب السلمية من مفردات العلاقات الداخلية بين ابنائه أفقده عناصر قوته وجعل منه ساحة صراع خارجي منذ ان تفرقت ايدي سبا.
ليست الكوارث الطبيعية هي السبب الوحيد لحالة شتات متوارث منذ القدم فكوارث العنف السياسي تفوق اضرارها كوارث الطبيعة في فرض حالة الضعف على شعب قوي بالأساس، فمقابل انهيار وحيد للعمران إثر اجتياح سد مارب هناك سلسلة كثيرة من الانهيارات تعرض لها اليمنيون بسبب تحول العنف الى عقيدة سياسية هو م يحدد من الحاكم القادم.
كانت الكرامة اصرار على السلمية رغم القتل ومقاومة للدم بالدموع ليس فقط في مواجهة نظام صالح بل في مواجهة شاملة مع عقيدة القوة التي غيبت الانسان اليمني قرون خلت.
كانت الكرامة اعلان عن حظر للعنف ورفض لمنطقة في ادارة الصراع السياسي داخل المجتمع اليمني وهو ما يجعلها ترقى الى مصاف الاحداث التي تؤسس لحركة نهوض للشعوب وحد فاصل بين عهدين ونقطة انطلاق للمستقبل بأدوات ليس منها العنف.
كانت الكرامة ثورة على ارث الصراع لا على اشخاص وإعادة اعتبار لليمن بكل ابنائه بما فيهم من لا يزال على عقيدة العنف اوفي قلبه شك بالسلمية.
كانت الكرامة ليكون اليمن قويا في ذاته مؤثرا من حوله... كانت الكرامة يوما للإخاء الوطني وتعالي على بواعث الصراع الداخلي ورفض لمسلك العنف...
كانت الكرامة فكرة لا تنتمي لأي من لافتات الصراع بل لليمن كذات عليا غيبتها الصراعات الدامية وحضرت بالسلمية.
كانت الكرامة... لنكون معا في ضفة واحدة بعد ان حفرت الصراعات اخاديد تفصلنا عن بعض.
كانت الكرامة... لنكون.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك