قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية " ان اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي ، إن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث ، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير ، فقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيرا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد".
جاء ذلك في كلمته التي القاها في افتتاح اعمال القمة العربية الـ28 المنعقدة بمنطقة البحر الميت الأردنية، والتي كشف فيها عن عدداً من الحقائق حيث قال الرئيس هادي في كلمته :
لقد كنا في الجمهورية اليمنية نأمل في استضافة هذه القمة في العاصمة صنعاء لنجمع العرب في عاصمتهم التاريخية صنعاء، لولا سيطرة المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح عليها واستمرارهم في تأزيم الأوضاع والإصرار على سد كل آفاق العودة للعملية السياسية وإيقاف حالة العنف ودائرة الحروب .. وفي هذا الإطار اسمحوا لي أن أضع امامكم جملة من الحقائق حول القضية اليمنية في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة :
• الحقيقة الأولى.. إن اليمن ليس فقط بلداً عربياً ينسجم في ثقافته وهويته ومصالحه مع جيرانه ومحيطه الإقليمي ويؤثر ويتأثر به سلبا أو إيجابا بل هو أصل العروبة ومن ثم فإن أمنه جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة ولن يقبل اليمنيون فصل بلادهم عن محيطها الطبيعي ومجالها الحيوي ومصالح شعبها وعن هويتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها الطويل ، وأي مغامرة من هذا النوع سيكون مصيرها الفشل لأنها لن تتعارض مع الواقع فقط بل ستصطدم بالسياق التاريخي والحضاري مع الثقافة والدين والهوية اليمنية.
• الحقيقة الثانية.. إن الشعب اليمني عاش في حالة من التسامح والإخاء والمحبة والسلام مع نفسه ومع جيرانه ، وبالرغم من وجود الصراعات والخلافات وحتى الحروب بقيت الهوية اليمنية العربية وترسخت وظلت عنوان مجده وتطوره ، وإن هذه الثقافة عبر التاريخ اليمني لم تتعرض للمخاطر الا على يد الفئات التي تحاول اليوم فصل البلد عن محيطه ومصالح شعبه، اذ يسعى التحالف الآثم للحوثي وصالح ومن خلفهم ايران على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإحياء كل صراعات الماضي البغيض .
• أما الحقيقة الثالثة .. فمن المعروف أن الجميع قد تابع الجهود التي بذلها مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي في سبيل استقرار البلاد منذ عملية التغيير التي حدثت في العام 2011م وما حدث بعد ذلك من صراع وانقسام واقتتال داخلي طال كل بقاع اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي قسمتها المتارس في حينه ، فاتت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي قادتها المملكة العربية السعودية كمخرج سلمي وعادل لانتقال السلطة ولمصالحة وطنية جديدة تمحو آثار الاستبداد والهيمنة الفردية لنظام صالح الذي أنعش كل أمراض التخلف ورعا الإرهاب في صورتيه القاعدية والحوثية ودمر الاقتصاد وأنعش كل أمراض العصبية المناطقية بنهجه الاحتكاري للسلطة والثروة.. ومضت مسيرة الحوار الوطني برعاية الأشقاء والأصدقاء ووضعت مشاكل اليمن طيلة الستين عاماً الماضية على طاولة الحوار، وانتجت كافة الحلول لمختلف القضايا ، حتى توافق اليمنيون من جديد على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد ، وتعلمون ويعلم الجميع كيف انقلب المسكونون بوهم القوة واحتكار السلطة على الدولة وعلى السياسة وعلى الاجماع الوطني وعرضوا البلاد كلها للمخاطر وأدخلوها في أتون حرب داخلية طاحنة ونهبوا أموالها ودمروا اقتصادها ، بإيعاز من ايران التي دأبت على تغذية تلك المليشيات العابثة لصالح مشروعها التوسعي المدمر للهوية العربية فهذه الدولة هي الراعي الحقيقي للإرهاب بشقيه المتمثل بالقاعدة و داعش من جهة و الحوثيين وحزب الله ومن على شاكلتهم من جهة أخرى، فمن كان يصدق ان اسر قادة من هذه التنظيمات الإرهابية تعيش في ايران ، ويعلم الجميع أيضا اننا ومن موقع المسؤولية قدمنا لهم كل التنازلات لاستيعابهم في إطار الحوار الوطني الشامل ابتداء بالاعتذار عن الحروب الستة في صعدة رغم فداحة الجرم الذي اقترفته جماعة الحوثي واقرار التعويض واعتبار القتلى شهداء واعتماد صندوق إعادة إعمار صعدة وغير ذلك من المعالجات وانتهاءً بدخولهم الحوار دون تسليم السلاح والتحول لحزب سياسي ، ولقد كان الجميع يعلم عن تحالف الخيانة والغدر بين صالح والحوثيين طيلة الحروب السابقة التي سلم لهم صالح من خلالها الوية عسكرية بعتادها كاملة وبقيت الوية اخرى بكامل عتادها العسكري محاصرة في صعدة تأتمر بأمر الحوثي ورغم كل هذه التنازلات ومشاركتهم بالأعداد للحوار و المشاركة فيه و الموافقة على مخرجاته و مشاركتهم بصياغة مسودة الدستور وموافقتهم عليها الا ان ضغط ايران عليهم كان اقوى من مصلحة وطنهم ومستقبل شعبهم .
كما قال الرئيس هادي : هناك أمر يجب ان اشير اليه بدقة كبيرة وهو أن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي ، إن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث ، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير ، فالقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيرا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد.
ولو أن اليمنيين ذهبوا للاستفتاء على الدستور لكان اليمن اليوم يمنا جديدا مستقرا وآمنا مثل بلدان اخرى كان اليمن قد سبقها الى مؤتمر حوار شامل مثلت فيه كل الأطياف والأحزاب والكتل الفاعلة وبإشراف اقليمي ورعاية دولية من الأمم المتحدة ، لكن ذلك لم يحدث ، فتم حصار المدن والعاصمة واعتقال الحكومة والرئيس المنتخب والسيطرة على العاصمة ومؤسساتها بقوة السلاح ، فما حدث في هذا الباب فقط نسميه انقلابا ، لكن ما حدث قبل ذلك وبعده كان أكثر من انقلاب ، فلقد تم استهداف كل ما يرمز للدولة من مؤسسات وهيئات وبنى تحتية ، كما تعرضت المؤسسات الاقتصادية للسطو على كل مدخرات اليمن واحتياطاته النقدية وأفرغ البنك المركزي ونقلت الأموال بالشاحنات أمام الناس الى مدن السيطرة ، و وجد اليمنيين انفسهم جميعاً تحت التهديد الأمني و حرياتهم مصادر فالمعتقلين و المخفيين في سجونهم بالالاف بل وصارت المدن التي تخضع لسيطرتهم معسكرات كبيرة للاعتقال ، وتم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي طالما تميزت به اليمن ، وتم ارتكاب جرائم حرب لن ينساها الشعب اليمني لأجيال و أجيال قادمة فالمباني المدمرة قد تبنى من جديد لكن القلوب المكلومة على الالاف من الأبرياء صعب ان تتعافى دون عدالة.
وقال : إن من الأهمية بمكان أن اوضح لكم ولأبناء شعبنا الكريم وللعالم كله أمرين اثنين :
أولهما : أننا نعي تماما حجم هذه الكارثة التي حلت باليمن وبالمنطقة عموما ، وأننا لسنا في غفلة عنها ولا نتعامى عن الواقع ، فليس هناك بيت يمني أو مواطن لم تصبه هذه الكارثة بسوء ، ونعمل بكل صدق للتخفيف من هذه الكارثة على كافة الأصعدة الإنسانية و الاقتصادية والأمنية.
وثانيهما: توضيح نقطة مهمة تغفل عنها التقارير الدولية والمنظمات العاملة في المجالات الإنسانية والكثير من الدول التي تظل تردد دعوة جميع الأطراف للسلام دون ان تحدد على وجه الدقة من كان سببا في هذا الخراب والدمار و تساوي بين الضحية و الجلاد وكأن جرمنا الأكبر هو تعاملنا بمسؤولية وحرص على كل أبناء شعبنا اليمني .
وتابع الرئيس هادي بقوله : إنني أقول إن مجرد حصر الضحايا لن يحل المشكلة مالم نتعامل مع الأسباب الموضوعية التي أنتجت هذا الوضع المركب والجذر الحقيقي لهذه الحرب وفق القانون الدولي والمسلمات الإنسانية وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية في معاقبة المتسببين والضرب على ايديهم بصورة جادة وفاعلة.
لقد بذلنا كل الوسع والطاقة في مشاورات طويلة ، جلسنا فيها على طاولة واحدة مع من قتل أبناءنا واختطف شبابنا وشردنا من ديارنا وتنازلنا كثيرا ليس عن ضعف بل عن حرص على ما تبقى من بلد يتآكل كل يوم .
إننا لم نرفض السلام يوماً ، وقد بذلنا فيه ما بذلناه ويعرف أشقاؤنا وأصدقاؤنا ذلك تماماً ، ولم نطلب من الانقلابيين شيئا كبيرا سوى ان يسلموا سلاحهم وينسحبوا من المدن والمؤسسات وان يتحولوا لحزب سياسي يمارس حقه مثل غيره وفقا للقانون والدستور .
لكن السلام مع جماعات متطرفة وإرهابية وعصابات فوضوية لم يكن ولن يكون أمرا يسيراً، بل خداعا للحاضر ومخاطرة بحق المستقبل خصوصاً وقد وجدت نفسها محاطة بالسلطة والسلاح والنفوذ والمال والشركات الخاصة و العمالة لإيران التي ترى ثورتها الشيطانية اكسجين للشعوب المستضعفة وهي بالحقيقة لا تريد الا تدمير كل ما هو عربي .
لماذا لا يتوقف العالم عن حرب داعش والقاعدة مثلا ؟ لماذا لا يتفق العالم مع العنصرية مثلاً؟
ببساطة ، لأن أسس الحوار معدومة ، والقواعد العامة للحوار المنطقي والعادل ليست متوفرة.
إن الأمر عندنا في اليمن لا يختلف كثيرا ، سوى ان عصابات الحوثي وصالح قصرت إرهابها على ابناء شعبها وعلى أمن جيرانها حتى وصل الامر بها لاستهداف البقاع المقدسة بمكة المكرمة بصواريخ إيرانية.
وبدون رضوخ حقيقي للشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن وتحديداً القرار ٢٢١٦ وللجهود الاقليمية التي توافقنا عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وللمشروعية الوطنية المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني وبدون تسليم للسلاح لن يتحقق اي سلام .
إن هؤلاء هم سبب المأساة الإنسانية في اليمن وهم سبب سقوط الدولة وهم سبب انهيار الاقتصاد وتدمير المؤسسات ، ويمكن القول ان اليمن لم تمر بهذه العبثية بهذا المستوى من الفوضى والانهيار بتاريخها الحديث كله.
ولذلك ومن هذا المنطلق وحده ، منطلق الحفاظ على الدولة اليمنية وعلى المشروع الوطني وعلى الهوية الوطنية وخشية من الوصول الى أن تتحول كل اليمن الى معتقل كبير يمتهن الإنسان بالجوع والقهر والإذلال ، وخوفا من أن تتحول البلاد إلى مغارة كبريت تنفجر في وجه الاقليم والعالم وتهدد أمننا القومي والاقليمي والدولي ولكبح التدخل الإيراني الفج.
من أجل ذلك قررت استدعاء الأشقاء العرب والتحالف العربي بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وارسلت رسالة للأمم المتحدة وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة و رسالة للجامعة العربية بما تقتضيه اتفاقيات الدفاع العربي المشترك وما تقتضيه المبادرة الخليجية إلى التدخل السريع والعاجل لإنقاذ اليمن من السقوط في حضن الأعداء والحفاظ على الدولة اليمنية ومؤسساتها وعلى حريات الشعب اليمني .
لقد لبى إخواننا في مجلس التعاون الخليجي و دول التحالف العربي نداء الواجب واستجابوا عسكريا وأمنيا وإعلاميا وإنسانيا ، وبينما يقف البعض من المزايدين يعدون الأخطاء فإننا نذكرهم بأن التحالف العربي بقيادة أشقائنا في المملكة العربية السعودية هم الذين قدموا ارواحهم رخيصة لأجل ان يبقى اليمن ضمن محيطه العربي و وقفوا معنا بكل ماتعنيه كلمة الوقوف من رجولة وشهامة وقوة ، فبهم اصبح اليوم اكثر من 80% من الأرض اليمنية تحت سيطرة الشرعية فلقد حاربت طائراتهم في السماء معنا ، وقاتلت أسلحتهم في الصحراء و الجبال على أكتاف رجالنا ورجالهم و وقاتلت سفنهم من البحر من يقاتلنا ومن يهرب السلاح لتدمير مدننا و ازهاق ارواحنا ، نقلت قاطراتهم الدواء للمحاصرين وفتحت مستشفياتهم لمرضانا ولجرحانا وبعثت لجوعانا ملايين السلال الغذائية لإنقاذ الناس من الجوع ، بل وقاموا بما هو اعظم من ذلك فاختلطت دماء خيرة رجالهم بدماء خيرة رجالنا، لقد قاموا بما يليق بالجار الكريم بل زيادة عن ذلك.
واختتم الرئيس هادي كلمته بقوله : إنني من هذه المنصة ومتحدثا باسم اليمنيين أمام إخوانهم العرب جميعا أقول وبكل امتنان وصدق إنني وبعد عامين كاملين على هذا الموقف الكبير اتقدم بالشكر والتقدير الذي لا تسعه الحروف لأخواني في التحالف العربي على موقفهم الكبير مع شعب اليمن وحكومة اليمن وأخص بالذكر أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، ملك الحزم والعزم و كافة اخوانه في قيادة دول التحالف العربي، تلك العاصفة المباركة التي هبت لتحطم احلام الإيرانيين واستراتيجياتهم ولتقوض عليهم خططهم الخبيثة ، وأننا اليوم على مشارف النصر الكبير ان شاء الله ، ولمن يقول ان الحرب قد أخذت وقتاً طويلاً نقول بوضوح ان حجم التآمر والاعداد له كان طويلاً وعميقاً ، ولكننا بتنا اليوم قاب قوسين او أدنى من النهاية.
إن الحكومة اليمنية تعمل من العاصمة المؤقتة عدن على تطبيع الأوضاع الأمنية و الخدمية في كل المناطق المحررة و تعمل على بذل الجهد لصرف المرتبات لكل موظفي الدول بما في ذلك العاصمة صنعاء رغم رفض الانقلابين تحويل موارد الدولة للبنك المركزي عدن.
ان الحكومة اليوم بحاجة إلى الدعم والمساندة الكبيرة لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والتغلب على التحديات الامنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجها في ظروف ما بعد الحرب وجهود إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المادية والنفسية والاجتماعية وفي كافة المجالات .
ان التحديات الجسيمة التي تواجه أمتنا العربية تتطلب رص الصفوف وحشد الهمم والجهود من أجل بلوغ الغاياتِ التي تتوق إليها شعوبنا منذ زمن طويل وفي مقدمة هذه التحديات قضية الشعب الفلسطيني المظلوم والتي مثلت وستظل القضية المحورية والمركزية الأولى للأمة العربية" .
وامتدادا لجهود ومواقف الحكومة اليمنية الثابتة إزاء مخاطر الانتشار للإرهاب والتطرف ، فإنني أجدد دعوتي للدول العربية وللمجتمع الدولي لدعم خططنا الرامية لهزيمة القوى الإرهابية الظلامية، والوقوف صفاُ واحداً لمواجهة الارهاب والتطرف واجتثاث جذورهما الفكرية والثقافية والمادية واستئصال كل مظاهره ورموزه وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ، فاليمن واحدة من الدول التي تتعرض لحملة شرسة من قبل الجماعات والمليشيات الارهابية وتواجه هذا الخطر وتحتاج الى المساندة العربية والدولية .
كما قال : فإنني أعبر مجددا عن ثقتي من أن أمة العرب قادرة بما لديها من الإمكانيات البشرية والعلمية والحضارية والمادية والجيوسياسية التي بين أيدينا لتجاوز هذه الظروف الاستثنائية بحكمة واقتدار ومسؤولية. ومن جهتنا في الجمهورية اليمنية فاننا سوف نكرس كل الجهود الفاعلة لتحقيق المزيد من التضامن والتكاتف العربي، وتحقيق النتائج والقرارات التي سوف نقرها في اجتماعاتنا هذه. . اتمنى لهذه القمة النجاح الكامل ونتطلع لقرارات كبيرة تليق باللحظة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك