أكد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة سعيد عبيد الجمحي أن القاعدة تتخذ من الحضور الأميركي في الحرب ضد الإرهاب باليمن مبرراً لكسب شرعية لقواعدها وقتالها ضد القوات المسلحة اليمنية، ما يجعل الأميركيين هم الرابحون في هذه الحرب.
ولفت إلى أن أميركا حاضرة في الحرب على الإرهاب باليمن كداعم ومشارك عبر الطائرات بدون طيار إذ أن أميركا لا تدعم الجانب الاقتصادي أو التنموي في اليمن مثل دعمها في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال إن الإدارة الأميركية ترى أن من مصلحتها تحول اليمن إلى ساحة حرب على الإرهاب، مشيراً إلى أن القاعدة تقتل المسلمين في اليمن، فيما تقاتل الأميركيين عن بعد، عبر الطرود المفخخة.
وقال إن القاعدة فشلت في مقاتلة الأميركيين، حيث تقوم الأخيرة بقتالها مع القاعدة عبر الريموت كنترول.
ولفت إلى أن من مصلحة أميركا أن تبقى القاعدة في دول عربية ومسلمة، فيما تبقى أميركا داعمة ومساندة لهذه الدولة، عبر الوعود وبعض الدعم، منوهاً إلى أن هذا الوضع يمنح الأميركيين فرض بعض إملاءاتهم في قضايا يستفيد منها الأميركيون في هذه الحرب، ما يسهل لهم عملية الحصول على معلومات استخباراتية والتدخل في هيكلة الجيش في هذه الدولة، إضافة إلى أن اشتراطات أميركا تكون محل ترحيب من قبل الدول التي تعيش هذا الوضع ولا تحصل تلك الدول من الوعود الأميركية سوى الفتات حسب تعبيره.
وقال إن تنظيم القاعدة يحاول أن يستبق المستجدات والتحولات على صعيد المباحثات اليمنية الأميركية فيما يخص دعم مكافحة الإرهاب، بهجمات متتالية تستهدف الجيش اليمني.
وأشار الجحمي إلى أن القاعدة تتابع وبقلق ما يجري على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني، وتترقب إعادة هيكلة الجيش والأمن وكل جهود يمكن أن تفضي إلى الاستقرار في البلاد وحل المشكلة السياسية والاقتصادية، منوهاً إلى أن التحولات التي حدثت في سوريا صبت في صالح القاعدة باليمن، مشيرا إلى أن ما حصل في سوريا من اقتتال بين المقاومة الجهادية وفرعي القاعدة داعش والنصرة، الأمر الذي دفع أحد أعضاء التنظيم للوقوف على الحياد، والعودة إلى اليمن.
وأفاد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، أن القاعدة أرادت ـ من خلال هجماتها المتتالية باليمن- إرسال رسالة للنظام بأنها متواجدة وبقوة في أكثر من محافظة وأنها قادرة على إعاقة أي تحولات في اليمن.
من جهته قال المحامي/ عبد الرحمن برمان إن السياسة التي تقوم بها الحكومتان اليمنية والأميركية في مكافحة الإرهاب هي سبب ازدياد الهجمات الإرهابية التي تشهد في الجيش اليمني واتساع أنصار الجماعات المسلحة، مشيراً إلى أن الضربات الأميركية أصبحت توفر تعاطفا شعبيا للقاعدة لافتاً إلى أن أحد المسؤولين الأميركيين اعترف بأنه في كل ضربة أميركية ينضم من 50 ـ 60 شخصا إلى القاعدة.
وقال إنه لا توجد أية حرب حقيقية على الإرهاب من قبل الحكومة اليمنية، منوهاً إلى أن الحكومة اليمنية ترفض فتح أي مجال للمفاوضات مع تنظيم القاعدة الذي قال إنه كان لديه استعداد للمفاوضات والمشاركة بمؤتمر الحوار الوطني أو حوار ثنائي، وقدم مصالحة وشروطاً بسيطة كان من شأن تلبيتها أن تحقن الدماء لولا أن القرار في العملية السياسية اليمنية أصبح قراراً خارجياً وأميركياً بشكل أكبر ـ حد قوله.
وأوضح برمان أن القاعدة كانت أبدت استعدادها بوقف كافة العمليات التي تقوم بها على أن يسمح بالتحاق أفرادها بالوظائف العامة والاندماج في الحياة السياسية، كما طرح التنظيم شروطاً منها الإفراج عن كافة المعتقلين الذين لم يتم عرضهم على لقضاء، ولم يطلب حتى عفواً عاماً بذلك ـ حسب رمان، مشيراً إلى أن عددا من فروع التنظيم محترمة من قبل جهات داخلية وأجهزة استخبارات خارجية، بحيث يتم تحديد توجيه الضربات وتوقيتها، منوهاً إلى أن كل الضربات التي حدثت مؤخراً تستهدف الجيش اليمني ولم تستهدف أية مصالح أميركية التي تدعي القاعدة محاربتها.
وقال إن الحكومة اليمنية لديها معلومات عن عدد من العناصر والقيادات لكنها لم تتخذ أية إجراء لإيقاف نزيف الدم، كونها رجعت عملية الحرب على القاعدة بمشورة أميركية ودول أخرى أوقفت عملية المصالحة مع القاعدة.
إلى ذلك جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها لليمن في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية التزام أميركا بتعزيز وتطوير الشراكة القائمة بين البلدين في المجالات الأمنية والعسكرية.. مشيداً بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة.
ونوه البيان بالإنجازات التي أحرزتها القوات المسلحة في مسار إعادة هيكلة وتحديث المؤسسة العسكرية.
*أخبار اليوم
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك