ستعقد القمة، التي طال انتظارها، بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترا مب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جون-أون، في فندق بجزيرة سينتوسا السنغافورية، حسبما أكد البيت الأبيض.
ومنذ أسبوعين ألغى ترامب القمة المقرر انعقادها في 12 يونيو/حزيران الجاري، لكن أعيد الحديث عن استئنافها في النهاية بعد اتصالات مكثفة بين الطرفين.
وفي يوم الثلاثاء، قال ترامب إن استعدادات القمة "تجري بصورة جيدة".
لكن لم يُعلن عن القضايا التي ستطرح على طاولة النقاش في سنغافورة. وأشار ترامب إلى أن اللقاء الأول سيبدأ بسلسلة أطول من المفاوضات، ووصفه بأنه "لقاء التعرف على موقف الطرف الآخر".
وأضاف ترامب للصحفيين، الثلاثاء، أنه "أقيمت علاقات عدة وكذلك عقدت جلسات نقاش كثيرة قبل بدء الرحلة". وتابع: "إنه أمر مهم للغاية، سيكونان يومين مهمين للغاية".
وستمثل القمة المرتقبة أول لقاء على الإطلاق بين زعيم كوري شمالي ورئيس أمريكي لا يزال في منصبه.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، على توتير أن القمة ستعقد في فندق كابيلا ذي الخمس نجوم.
لكن يبدو أن الزعيمين سيقيمان في أماكن أخرى، إذ يحتمل أن يقيم ترامب في فندق شانغريلا، حيث أقام رؤساء أمريكيون سابقون، وسيقيم كيم على الأرجح في فندق ذا سانت ريغيس سنغافورة، حسبما ذكرت صحيفة "ستريتس تايمز". ويقع الفندقان وسط الجزيرة الشهيرة وبالقرب من قطاع التسوق الرئيسي في الجزيرة "رود أورشارد".
وتتميز الجزيرة البالغ مساحتها 500 هكتار، التي تبعد عن الجزيرة الرئيسية بمسافة قصيرة، بالمنتجعات الفاخرة والمراسي البحرية الخاصة ونوادي الغولف الفخمة.
لماذا سينتوسا؟
يجعل موقع سينتوسا المتميز قبالة البر الرئيسي الجزيرة مكانا آمنا.
كما يتميز طريق الوصول إلى الجزيرة بسهولة السيطرة عليه، إذ يوجد به تلفريك وسكة حديد أحادية وجسر للمشاة ونفق للسيارات.
حتى إذا أراد الزعيمان الاستراحة من محادثاتهما التاريخية، فسيجدان ملاعب الغولف الفاخرة.
لكن الجزيرة كذلك لديها تاريخ مظلم من القرصنة وسفك الدماء والحروب.
مركز مطاردة القراصنة
اعتبرت سنغافورة مركزا للتجارة البريطانية في القرن التاسع عشر. وجعل منها موقعها الرئيسي على الطريق البحري بين الهند والصين خيارا مثاليا.
لكن حتى قبل الحكم البريطاني، كانت سنغافورة مركزا تجاريا مزدهرا، تردد عليها التجار وكذلك القراصنة.
واشتهرت سينتوسا في ذلك الوقت بأنها "باولو بلاكانغ ماتاي"، التي تعني "جزيرة ما وراء الموت" في إشارة إلى سمعتها الدموية في القرصنة.
وسكنت الجزيرة في السابق أغلبية مالاوية وصينية وكذلك عرقية البوقيس، وهم رحالة بحريون ينحدرون من جزيرة سولاويزي الإندونيسية.
وأطلق عليها اسم ياباني جديد، سيونا، ويعني نور الجنوب.
وخلال السنوات التالية، قتل الآلاف في عملية دموية لتطهيرها من العناصر المناهضة لليابانيين من العرقية الصينية.
وكان الصينيون من الرجال التي تتراوح أعمارهم بين 18 و 50 عاما يُقتادون إلى مواقع عدة قبل إطلاق النار أو إلقائهم في البحر لإعدامهم.
ومن بين المواقع التي نفذت عليها المجزرة المروعة شواطئ جزيرة سينتوسا، التي يطل عليها الآن فندق كابيلا الفخم الذي سيشهد لقاء الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية.
ازدهار سياحي وحوادث مميتة
في فترة السبعينيات، أعادت الحكومة السنغافورية للجزيرة اسم سينتوسا، ويعني "السلام والهدوء"، وبدأت في تنميتها كموقع سياحي متميز.
وفي عام 1983، غرقت عربتا تلفريك سياحي في البحر بعدما علقت سفينة تنقيب نفطية في أسلاكه.
وافتتح بالجزيرة متنزه مائي أطلق عليه اسمه "فانتازي أيلاند" لكنه كان موضع عدد كبير من الشكاوى المتعلقة بالأمن والسلامة. ولقيت فتاة تبلغ ثمانية أعوام مصرعها عام 2000 عندما انقلب قاربها الصغير. وأغلق المتنزه في عام 2002.
وسعت سينتوسا إلى إعادة تقديم نفسها من جديد باعتبارها "ولاية المرح"، وجذبت خطة إنشاء استوديوهات يونيفرسال ومتنزه مائي جديد وكذلك سلسلة كازينوهات "ريزورتس وولد" الآلاف من السنغافوريين والسياح كل عام.
ملعب الأثرياء والمشاهير
كما يقع في سينتوسا واحد من أرقى التجمعات السكنية في البلاد، هو "سينتوسا كوف" الذي يضم منازل بملايين الدولارات ومراسي يخوت فاخرة.
وتنتشر في الجزيرة ملاعب الغولف، وعدد من أفخم فنادق سنغافورة ومجموعة من المطاعم الفاخرة ذات المستويات العالمية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك