لا يستطيع الإنسان أن يرى في الظلام كما تفعل بعض الحيوانات والطيور، بيد أن هناك أشياء يفرقها في الليل خاصة إذا لم يكن الظلام دامسا.
وأجرى علماء من الولايات المتحدة عددا من التجارب المعقدة، اتضح في نتيجتها أن الرؤية الليلية مرتبطة بشكل وثيق بصبغة الخلايا الملونة في العين. فالأشخاص الذين يتمتعون بعيون زرقاء أو رمادية أو خضراء فاتحة، تكون لديهم طبقة الخلايا الملونة عادة خفيفة. أما العيون البنية فهذه الطبقة فيها أكثر سمكا وفي العيون السوداء تكون سميكة.
وهذه الطبقات الملونة موجودة ليس فقط في قزحية العين، بل وأيضا في كامل طبقة العين المتوسطة وصولا إلى قاع العين.
وتلعب هذه الطبقة دور الدرع، وتنظم تفاعل العين مع مصدر الضوء، وهذا يعني أنه في ظروف متساوية وإضاءة واحدة، تمتص قزحية وشبكية العين الزرقاء نسبة أعلى من الضوء مقارنة بالعين البنية والسوداء. وبهذه الطريقة، تم إثبات أن العيون ذات اللون الفاتح (أزرق، أخضر، رمادي) ترى في الليل أفضل من العيون ذات اللون الغامق.
وقد أثبت هذا بصورة تامة طفل صيني من محافظة داهوا، اسمه "هونغ يوسوي"، بعينين زرقاوين نادرتين جدا ليس فقط في الصين، بل وحتى في الدول الاسكندنافية. فحص الطفل في مستشفى متخصص، واتضح أنه يرى في الظلام التام. ووضع الطفل في غرفة مظلمة وطلب منه قراءة بعض النصوص، وفعل ذلك بامتياز. ووفقا للأطباء، فإن قدرة الطفل تعود لعدم وجود الطبقة الصبغية الواقية في شبكية عينيه.
كما يؤكد أطباء العيون على أن الرؤية الليلية تنخفض كثيرا في حالة "الأستغماتيزم" وطول أو قصر النظر حتى لدى الذين يتمتعون بعيون فاتحة اللون.
المصدر: رامبلر / RT