صحيح أن هناك فترات عصيبة قد مرت على اليمن خلال العقود الماضية وكانت هذه الفترات ذات نتائج مصيرية بكل معنى الكلمة ولكني لا أعتقد أن الوطن قد مر بفترة مثل هذه التي نعيشها والتي يقف فيها الوطن على مفترق طرق وهذا الأمر لا يخفى على أحد من الناس ذلك أن ما نجده اليوم من تجاذبات بين الأطراف المتصارعة تنبئ بكارثة حقيقية إذا لم يتدارك العقلاء من أهل الحل والعقد هذا الأمر ويقفوا صفا واحداً ضد من يحلوا لهم تأزيم الأوضاع والدفع بها إلى نقطة اللا عودة.
إن العقلاء من أبناء الوطن يضعون أياديهم على قلوبهم وهم يشهدون هذا التدافع الغريب باتجاه تفجير الأوضاع وعلى طريقة (عليَّ وعلى أعدائي يا رب) هذا الوضع له تداعيات خطيرة على حاضر ومستقبل الوطن الذي لم يعد يبعد عن المصير المجهول سوى خطوات قليلة وبعدها سوف يدرك أولئك العاجزون بأنهم قد وضعوا أنفسهم على فوهة بركان متفجر لن يبقي ولن يترك أحد.
هذه الفترة نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تحكيم العقل والوقوف صفا واحدا أمام التحديات التي تعصف بالوطن ولدينا والحمد لله الكثير من الدروع التي يمكن أن نحتمي بها في سبيل إنقاذ اليمن من الهاوية التي أرادوا أن نسقط فيها ومن هذه الدروع الفعالة الوقوف خلف القيادة السياسية الشرعية للوطن والتي تم انتخابها من قبل الشعب في لحظة توافق فارق قل أن يحدث مثلها ذلك أن هناك الآن من يحاول تقويض هذا الأمر كنوع من أنواع المزايدات التي امتهنتها الكثير من القوى السياسية التي تراهن على قدرتها على إدارات الأزمات وهي لا تدرك بأن ليس في كل مرة تسلم الجرة وأن هناك تحولات كبيرة قد حصلت ولم تعد الألاعيب المسابقة تجدي نفعا وأن الأمور إذا ما فلتت فإنها ستكون وبالا ودمارا على الجميع.
إن الوقوف خلف القيادة السياسية من قبل كل المكونات السياسية أصبح مطلبا ملحاً بكل معنى الكلمة لكي تتمكن من اخراج البلاد من أتون الصراعات التي تعصف بكل أرجاء الوطن. فأين العقلاء الذين نحن بأمس الحاجة لهم لكي يكونوا هم قادة الرأي في هذا الأمر وبما يؤدي إلى خلق شعور عام بأهمية الاصطفاف خلف القيادة السياسية لإنقاذ الوطن مما يحاك ضده من دسائس ومؤامرات سوف تؤدي به إلى التشرذم والضياع لا سمح الله.
حفظ الله الوطن من كل مكروه ووفقنا للتقارب فيما بيننا وبما يضمن سلامة الوطن من عاديات الزمن إن الله على كل شيء قدير.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك