ازداد معدل الإصابة بأمراض الأورام السرطانية في اليمن بشكل مخيف في السنوات القليلة الماضية، وأصبح تردد اسم ورم سرطاني شيئًا عاديًا يسمعه المواطن اليمني، وكأنه يسمع اسم مرض الأنفلونزا؛ ووصل عدد المصابين من اليمنيين بالأورام سنوياً إلى حوالي مائتي ألف مصاب، معظمهم لا يشفى وينتظر الوفاة..وتعليقاً على ذلك، يرى الدكتور عفيف النابهي (مدير المركز الوطني لعلاج السرطان) أن هناك أسبابا كثيرة تؤثر في صحة المواطن اليمني، وتسبب له الأمراض، من أهمها ازدياد نسبة استهلاك النيكوتين، فعدد المدخنين في اليمن يزيد سنويا.
التدخين
وزاد استهلاك النيكوتين عن العام الذي قبله بنسبة 4 بالمائة على عكس الدول الأوروبية التي بدأت تتراجع في استهلاكها للنيكوتين، حيث بدأت أعداد كبيرة في الامتناع عن التدخين.
وتقول الإحصاءات إن التدخين له تأثير كبير في الإصابة بالأورام، والشيء اللافت للنظر انه بدأت تنتشر ظاهرة تدخين الشيشة إلى جانب تدخين السجائر بين الفتيات والسيدات، وهذا يرفع احتمال الإصابة بمرض سرطان الرئة عند السيدات إلى 90 بالمائة بسبب التدخين، بالإضافة إلى أن الإصابة بالبلهارسيا تؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد والتعرض للإصابة بسرطان الكبد.
دهون وكولسترول
ويضيف د. النابهي أن هناك سرطان القولون والبروستاتا الذي انتشر في المجتمع اليمني نتيجة تناول الوجبات المليئة بالدهون والكولسترول المرتفع، وهو ما يسمى بالوجبات السريعة، مما جعل معدل المصابين بسرطان القولون والبروستاتا في ازدياد، إذا كان متوسط عدد المصابين بالسرطان في اليمن سنويا مائتي ألف شخص.
والأفضل في الطعام الابتعاد عن تناول الدهون وكذلك اللحوم المشوية على الفحم واللحوم المتفحمة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأورام.
الاكتئاب
وكذلك فإن الاكتئاب من الأمراض التي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ نتيجة للظروف السيئة والتوترات النفسية، وقد أظهرت بعض الدراسات والأبحاث أن التوتر والانفعال قد يؤديان إلى الإصابة بالسرطان، وإن كانت النتائج غير مؤكدة.
ومما لا شك فيه أن الحالات النفسية السيئة التي تنتج عن المشاكل الاقتصادية التي تمر بها كل بلدان العالم قد تسبب الأمراض، مما جعل دولة مثل فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية عندما زادت نسبة البطالة فيها فكرت في اختلاق فرص العمل للشعب الفرنسي، ومنها على سبيل المثال أنها جعلت المواطنين يهدمون بعض المباني لتوسيع الشوارع كل هذا لتجنب وقوع الناس تحت تأثير الأمراض النفسية.
الكشف المبكر
ويرى الدكتور محمد الرامسي في مركز الأمل بتعز أن الناس في اليمن تقع في خطأ فادح وهو خوفها من الذهاب لمختبرات التحاليل ولو مرة كل ثلاثة شهور على الأقل، إن لم يكن مرة كل شهر للاطمئنان على صحتها.. ولو عرف المريض حقيقة مرضه بالسرطان مبكراً في مرحلة البداية لاستطاع العلاج منه، وهناك 40 بالمائة من الحالات يتم علاجها من الورم إذا تم كشفها مبكراً.
سرطان الكبد
ويرى الدكتور مالك الصبار أن هناك ما بين 250 ألفاً إلى 300 ألف مريض سنوياً يتعرضون للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي c، وهناك نسبة كبيرة تهمل في تعاطي المضادات وتتفاقم الحالة للإصابة بسرطان الكبد الذي يستلزم زرع كبد، وهذا شيء مكلف لا يقدر عليه أغلب الناس لأن زراعة الكبد مكلفة، وللأسف سرطان الكبد أصبح منتشراً في اليمن بشكل كبير بسبب إهمال المرضى.
نصائح
ويقدم الدكتور شرف الصلوي عددا من النصائح لتجنب المرض والعيش في صحة جيدة:
ـ ممارسة الرياضة بمعنى أن يخصص الإنسان ولو 24 دقيقة في الـ24 ساعة يومياً.
ـ الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والكولسترول.
ـ العمل على إيجاد فرص عمل للشباب حتى لا يصاب بالتوتر.
ـ الامتناع عن التدخين لأنه المسئول عن معظم الأمراض خاصة الأورام السرطانية حيث تصل نسبة المصابين بأورام الرئة إلى 90 بالمائة بسبب التدخين.
ـ تناول الوجبات الشاملة التي تحتوي على كل الفيتامينات بشرط أن تغسل جيداً إذا كان بها خضروات.
ـ تناول البروتينات الحيوانية والنباتية بصورة متوازنة من دون إفراط أو تفريط.
تحذير
ويحذر الدكتور أحمد المخلافي أخصائي أورام دم بمركز الأمل بتعز من إزالة اللوزتين لدى الأطفال في سن مبكرة، ويصفها بأنها عادة سيئة لأن هاتين اللوزتين هما المنسق المناعي عند الطفل منذ الشهر الثالث في حياته وإزالتهما مبكراً تحرم الجهاز المناعي من هذا المنسق الخاص بما يؤدي لتعرض الطفل لنوبات صدرية والتهابات وضيق في الشعب الهوائية، وبالتالي إلى عدم الكفاءة والعجز عن التكيف مع الأمراض ومقاومتها منذ الصغر، وعندما يصل إلى سن الشباب يكون الجهاز المناعي فقد القدرة على مقاومة الأمراض مما يجعله سبيلا سهلا لأي مرض لأنه عاجز عن مقاومته.
مضيفاً: وإذا كانت الأورام انتشرت في اليمن ولم تحقق طرق العلاج النتائج المرضية في أغلب أنواع المرض (القولون والبروستاتا والكبد) فإن هناك أورام الصدر عند النساء يتم استئصال جزء كبير من الجزء المريض وتعيش المرأة حياة مستقرة.
ولذلك يؤكد الدكتور بشير الصلوي أنه يجب على المرأة أن تجري كشفا دورياً كل شهر مع إجراء تحاليل كاملة كل عام حتى تستطيع أن تكتشف المرض في بدايته وخاصة النساء اللاتي تعدين سن الأربعين.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك