تنفّذ جماعة الحوثي "أنصار الله" منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء قبل أيام مداهمات واقتحامات لم تقتصر على المؤسسات العسكرية وحسب، رغم أنها نالت النصيب الأكبر، بل إن المداهمات وعمليات النهب طالت مؤسسات مدنية ومنازل مواطنين وسياسيين وإعلاميين، الأمر الذي أدى إلى تزايد حالة السخط والغضب في الأوساط اليمنية.
ومع اللحظات الأولى لاجتياح الحوثيين صنعاء وسيطرتهم على مؤسساتها المدنية والعسكرية بدأوا بتنفيذ عدد من المداهمات والاقتحامات استهدفت بدرجة أساسية منازل ومكاتب قيادات ونشطاء حزب التجمع اليمني للاصلاح باعتباره الخصم التقليدي للجماعة، فضلاً عن نهب بعض محتوياتها.
ومن المؤسسات التي تم نهبها جامعة الإيمان والسكن الطلابي التابع لها ومقر مفوضية الكشافة اليمنية بالإضافة إلى نهب سيارات التلقيح التابعة لوزارة الصحة. وتتنوع المنهوبات بين السيارات والأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية في المؤسسات والمعسكرات بالإضافة إلى المنسوجات والأثاث المنزلي.
ويروي مبارك الأشول، صحافي وناشط حقوقي، لـ"العربي الجديد" تفاصيل نهب منزله الكائن في منطقة مذبح شرق كلية الطب في صنعاء. يقول الأشول "كنت قد أكملت تأثيث شقتي قبل انفجار الأوضاع في العاصمة بثلاثة أيام بهدف نقل أهلي من محافظة صعدة إلى العاصمة بعد عيد الأضحى"، مؤكداً أنه لم يكن موجوداً عندما تم نهب منزله، وأن "الجيران أخبروه بأن أشخاصاً، عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من أنصار الله الحوثيين، دخلوا مبنى العمارة بهدف حمايته حسب قولهم في بداية الأمر".
ويضيف الأشول "بعد يومين من دخول المسلحين جاء مسلحون آخرون ومعهم شاحنة تحمل الرقم (1/7972 ) وقاموا بكسر الباب الرئيسي وأبواب الغرف بالرصاص ونهبوا الأثاث". وعندما اعترض مالك العمارة والجيران برر المسلحون فعلتهم بتوجيهات قالوا إنهم تلقوها، محذرين من الوقوف ضدهم الأمر الذي جعل الجيران يكتفون بالمشاهدة خوفاً من الاعتداء عليهم، بحسب تعبيره.
وأضاف مبارك " بعد اتصالات واسعة اتصل بي حوثيون آخرون وعبّروا عن استياءهم لما حدث مؤكدين بأنهم "سيبذلون قصارى جهدهم للتعرف على الجاني".
ولم تتوقف انتهاكات الحوثيين عند هذه النقطة، إذ تداول ناشطون صوراً لمسلحين يجلسون على أسرّة في غرف نوم بعض السياسيين والقيادات الحزبية والعسكرية.
ويعود أصل فكرة أخذ الصور في غرف نوم الخصوم السياسيين إلى عام 2011 الفترة التي كانت ثورة التغيير السلمية في أول مراحلها، عندما ظهر أحد القيادات الحزبية التي أيدت ثورة التغيير في إحدى القنوات الإخبارية مخاطباً الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأن الثوار سيدخلون إلى غرفة نومه، الأمر الذي سبب انزعاجاً واسعاً بين المؤيدين لصالح والمخالفين.
وعبر يمنيّون عن صدمتهم مما تقوم به جماعة الحوثي في صنعاء، بعدما كانت تعلن عبر وسائل الاعلام بأنها تسعى إلى إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتخفيف معاناة المواطنين ومحاربة المفسدين.
ولا يخفي، علي مياس، طالب ماجستير وناشط حقوقي، امتعاضه وصدمته مما يحدث. يقول مياس لـ"العربي الجديد"، "لم أتوقع هذا الكم الهائل من الانتهاكات التي مارستها الحركة الحوثية خلال أيام بسيطة ولا سيما أنها دخلت صنعاء من دون مقاومة".
وتفاعلاً مع الحدث، أطلق ناشطون في الإنترنت هاشتاغ بعنوان (#سجل_انتهاك) لتدوين ونشر الانتهاكات التي تحدث بالعاصمة صنعاء خلال هذه الأيام.
من جهته، طالب الاتحاد الدولي لحقوق الانسان، الأمم المتحدة بالتحقيق في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان خلال المعارك التي حدثت أخيراً في صنعاء.
وشددت المنظمة على أهمية قيام الأمم المتحدة "بممارسة نفوذها لضمان اتخاذ إجراءات فورية وفاعلة بهدف حماية السكان المدنيين من انتهاكات جديدة لحقوق الإنسان وتقديم مساعدة إنسانية إلى من يحتاجون إليها، وخصوصاً النازحين".
وقال رئيس الاتحاد الدولي كريم لحيجي "على مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن يطلب تحقيقاً مستقلاً وفاعلاً حول كل الانتهاكات الخطيرة للحقوق الإنسانية وللقانون الإنساني الدولي، بما فيها (الانتهاكات) بحق المدافعين عن الحقوق الإنسانية والناشطين ومهنيي وسائل الإعلام".
إلى ذلك، أشار وزير الصحة اليمني أحمد قاسم العنسي، إلى انتشال 270 جثة وإسعاف 460 مصاباً، جرّاء المواجهات الأخيرة بين قوات الجيش وبعض اللجان الشعبية من جهة، وبين مسلحين يتبعون الحركة الحوثية من جهة أخرى.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك